البحر الهائج ؟ هل يعكس صورة لاهوت المسيح في مرقس ؟ ج 1
البحر الهائج ؟ هل يعكس صورة لاهوت المسيح في مرقس ؟ ج 1
البحر الهائج ؟ هل يعكس صورة لاهوت المسيح في مرقس ؟ ج 1
البحر الهائج ؟ هل يعكس صورة لاهوت المسيح في مرقس ؟ ج 1
الكاتب Matthew D. Montonini
ترجمة مدونة ميمرا يهوه بتصرف
جاء ذكر البحر في اثنين من المعجزات التي يذكرها مرقس في انجيله وهو ما جاء في انجيل مرقس 4 : 35 – 41 وانجيل مرقس 6 : 46 – 53 فهل حاول مرقس التركيز علي لاهوت المسيح في هذين الحادثتين ؟
سنشرح في هذا الصدد سلطان يسوع علي الطبيعة او معجزات يسوع وسيطرته علي الطبيعة وخصوصاً سيطرته علي البحر من خلال تهدئة العاصفة او المشي علي الماء كما اشرنا في ذكر انجيل مرقس لحادثتين البحر .
يسوع واستمرار العاصفة :لمحة موجزه (مرقس 4 : 35 – 41 , متي 8 : 23 – 27 , لوقا 8 : 22 – 25 )
النظرة الاولي نجد انه في (انجيل مرقس 4 : 1 – 34 ) دخول السيد الي السفينة وابتدي يعلمهم بامثال اذا كان عند البحر .ومن يدقق اكثر يجد السيد ذهب الي البحر في الاصحاح السابق (مرقس 3 : 7 ) فانصرف يسوع مع تلاميذه إلى البحر، وتبعه جمع كثير من الجليل ومن اليهودية .
وهذا ما جعل التلاميذ يلازموه في سفينة
فيخبرنا انجيل مرقس 4 : 41
فخافوا خوفا عظيما وقالوا بعضهم لبعض من هو هذا. فان الريح ايضا والبحر يطيعانه
ويخبرنا انجيل مرقس 3 : 9
فقال لتلاميذه أن تلازمه سفينة صغيرة لسبب الجمع، كي لا يزحموه
ومرقس 4 : 1
وابتدأ أيضا يعلم عند البحر، فاجتمع إليه جمع كثير حتى إنه دخل السفينة وجلس على البحر، والجمع كله كان عند البحر على الأرض.
وما يخبرنا عنه مرقس 4 : 36
فصرفوا الجمع وأخذوه كما كان في السفينة. وكانت معه أيضا سفن أخرى صغيرة.(1)
هذا هو المشهد الاول المشهد الثاني قد حان تحويل تعاليم يسوع الي فعل حقيقي .من خلال قول السيد لهم بالعبور الي الجانب الاخر .
فيخبرنا انجيل مرقس 4 : 35
وقال لهم في ذلك اليوم لما كان المساء: “لنجتز إلى العبر”.
ومرقس 1 : 5
١وجاءوا إلى عبر البحر إلى كورة الجدريين
فالجانب الاخر هو بحر الجليل بحسب ما ورد في مرقس 5 : 21 – 23
“ولما اجتاز يسوع في السفينة أيضا إلى العبر، اجتمع إليه جمع كثير، وكان عند البحر.وإذا واحد من رؤساء المجمع اسمه يايرس جاء. ولما رآه خر عند قدميه وطلب إليه كثيرا قائلا:”ابنتي الصغيرة على آخر نسمة. ليتك تأتي وتضع يدك عليها لتشفى فتحيا!”.
فقد ترك الرب الجمع علي البحر والتلاميذ كانوا مرافقين له في القارب ويتبعه قوارب صغيره كما جاء في مرقس 4 : 36 . ربما كانت هذه القوارب لزياده الجمع فكانوا يسمعون اليه من خلالها ايضاً .(2)
استخدم كاتب انجيل مرقس تعبير نوء وريح عظيم λαῖλαψ μεγάλη ἀνέμου فيخبرنا في مرقس 4 : 37
٣٧فحدث نوء ريح عظيم، فكانت الأمواج تضرب إلى السفينة حتى صارت تمتلئ.
ونجد كلمة عظيم μεγάλη ريح عظيم في مقابلها بعد تدخل السيد هدوء عظيم γαλήνη μεγάλη في مرقس 4 : 39 .
ورد فعل التلاميذ كان الرعب والخوف الكبير كما جاء في مرقس 4: 41 . (3)
وعلي الرغم من شده وضراوة العاصفة الا ان السيد كان نائماً في المؤخره علي وساده مرقس 4 : 38 .وايقظة التلاميذ قائلين يا سيد الا يهمك اننا نهلك مرقس 4 : 38 .
وقام يسوع وانتهر الريح باعلي صوت وقال له اسكت ابكم ! فسكنت الريح وصار هدوء عظيم .مرقس 4 : 39
ثم وبخ يسوع التلاميذ علي ضعف الايمان .ويخبرنا مرقس عن فزع وخوف التلاميذ بعد ابكام العاصفة فكانوا ينظرون بعضهم البعض متسائلين من هذا الذي تطيعه الريح والبحر ؟
ويخبرنا عن ذلك انجيل مرقس 4 : 41
٤١فخافوا خوفا عظيما، وقالوا بعضهم لبعض:”من هو هذا؟ فإن الريح أيضا والبحر يطيعانه!”.
اخراج الشياطين في البحر ؟
القارئ ينبغي ان يدرس بحذر حينما قام يسوع باخراج الشياطين في البحر ومقارنة بين ما جاء في مرقس 1 :21- 28 و مرقس 4 : 35 – 41 وسيجد مخطط مفيد .
التشابه لافت للنظر فنستنتج من هذا التشابه ان يسوع يعامل البحر بنفسه سلطانه علي الروح النجس .فيسوع يامر بالهدوء والسلام .
بمعني ان وراء ما حدث في السفينة هو الارواح الشريره وما فعله يسوع في مرقس 4 : 39 هو طرد للارواح الشريره . فقد استخدم كلمة انتهار وايضاً لفظ تكميم او اخرس pephimōso كما جاء في مرقس 1 : 25 , مرقس 3 : 12 .يشير انه يخاطب اخر وان هذا الاخر ينبغي ان يبكم ويخرس . (5)
ولكن تبقي اسئلة التلاميذ في النهاية مهمة لمعرفة هوية يسوع .فالقارئ مدعوا لاكتشاف ما هو محير للتلاميذ .والبحث عن سؤالهم من هو هذا الذي يطيعه البحر والرياح مرقس 4 : 41 .
فينبغي دراسة مرقس 4 : 35 – 41 في ظل قراءة العهد القديم .ننتقل لتوضح النص علي ضوء العهد القديم
وهو ما جاء في سرد يونان حينما نرجع للقصة في سفر يونان 1 : 4 – 6
٤فأرسل الرب ريحا شديدة إلى البحر، فحدث نوء عظيم في البحر حتى كادت السفينة تنكسر.
٥فخاف الملاحون وصرخوا كل واحد إلى إلهه، وطرحوا الأمتعة التي في السفينة إلى البحر ليخففوا عنهم. وأما يونان فكان قد نزل إلى جوف السفينة واضطجع ونام نوما ثقيلا.
٦فجاء إليه رئيس النوتية وقال له: “ما لك نائما؟ قم اصرخ إلى إلهك عسى أن يفتكر الإله فينا فلا نهلك”.
فنجد اوجه تشابه في حدوث عاصفة عظيمة مع قارب يواجه غرق وتدمير وكلاً من يونان ويسوع نائمين ولكن يوجد اختلافات لافته للنظر هو ان يونان كان هارباً بينما يسوع لم يهرب لكن كان يحقق مشيئة واراده الله . (6)
في سفر يونان 1 : 6 القاائد يطلب من يونان ان يسال الله ويدعوا له . في حين لم يطلب التلاميذ من يسوع ان يدعوا . بل سالوه التدخل كما يسال يهوه التدخل في مزمور 107 (7)
ويمكن الاجابة علي سؤال التلاميذ من خلال مزمور 107 23 – 30
23 النازلون إلى البحر في السفن، العاملون عملا في المياه الكثيرة 24 هم رأوا أعمال الرب وعجائبه في العمق 25 أمر فأهاج ريحا عاصفة فرفعت أمواجه 26 يصعدون إلى السماوات ، يهبطون إلى الأعماق. ذابت أنفسهم بالشقاء 27 يتمايلون ويترنحون مثل السكران، وكل حكمتهم ابتلعت 28 فيصرخون إلى الرب في ضيقهم، ومن شدائدهم يخلصهم 29 يهدئ العاصفة فتسكن ، وتسكت أمواجها 30 فيفرحون لأنهم هدأوا ، فيهديهم إلى المرفإ الذي يريدونه.
فمزمور 107 لهؤلاء الذين في ضيقة ويصرخون للرب ومن شدائدهم يخلصهم (8)
ففي حين يونان يعبد الرب الخالق الذي صنع البحر يسوع يأمر هذا البحر فيطيعه .واعتراف التلاميذ بطاعة البحر والريح هو اعتراف يطرح جواب علي سؤال من هو هذا .
المراجع
1 Francis J. Moloney, The Gospel of Mark: A Commentary (Grand Rapids: Baker Academic, 2002). Moloney states perceptively: “Despite the variety of sources and shifting narrative perspectives across 3:7-4:41, the theme of the boat holds the narrative together. Indeed, the boat is in some ways at the center of the story: will it sink or not?”; 98.
2 Ibid.; 98.
3 See, for example, Robert H. Stein, Mark, Baker Exegetical Commentary on the New Testament (Grand Rapids: Baker Academic, 2008). Stein also rightly suggests the next episode, 5:7, where the demon cries out with a “great voice” (φωνῇ μεγάλη); 242.
4 Chart provided by Ardel Caneday, from his personal slides in a personal correspondence on February 16, 2016.
5 James R. Edwards, The Gospel According to Mark, The Pillar New Testament Commentary (Grand Rapids: Eerdmans, 2002), 149–150.
6 Joel Marcus, Mark 1–8: A New Translation with Introduction and Commentary, vol. 27, Anchor Yale Bible (New Haven; London: Yale University Press, 2008), 338.
7 Bernard F. Batto, “The Sleeping God: An Ancient Near Eastern Motif of Divine Sovereignty, ” Biblica 68 (1987), 174.
8 John Goldingay, Baker Commentary on the Old Testament: Psalms 90–150, ed. Tremper Longman III, vol. 3 (Grand Rapids, MI: Baker Academic, 2006), 246.