أول حوار مع “أطفال ازدراء الإسلام”: لهذا لجأنا إلى سويسرا
أول حوار مع “أطفال ازدراء الإسلام”: لهذا لجأنا إلى سويسرا
أول حوار مع “أطفال ازدراء الإسلام”: لهذا لجأنا إلى سويسرا
بعد الحكم عليهم بالسجن في مصر بسبب مزاعم بإهانة الإسلام في مقطع فيديو، غادر المراهقون الأقباط الأربعة إلى تركيا لشهور قبل أن يتجهوا إلى سويسرا لطلب اللجوء.
أجرى موقع مورنينج ستار نيوز مقابلات مع الأولاد وقالوا إن الفيديو الذي صنعوه كان قبل أن يصدر تنظيم الدولة الإسلامية فيديو الإعدام الجماعي الذي زُعم أنهم يسخرون منه، وحتى وقت صدور الفيديو لم يسمعوا عن التنظيم.
مع الحكم عليهم بالسجن لخمس سنوات، غادر الأطفال مصر في أبريل، مدعومين من منظمات حقوقية مسيحية، وعاشوا سرا لخمسة أشهر في منزل آمن بإسطنبول. منذ أسبوعين، حصل كل واحد منهم على تأشيرة إنسانية “تحت مسمى حالات خاصة” للسفر إلى سويسرا، حيث يسعون إلى اللجوء.
وقال ألبير شحاتة، 17 عاما، إن محاكمتهم كانت غير عادلة، لكن الفرصة للبدء من جديد في سويسرا أعطتهم أملا مرة أخرى.
وتابع “في مصر، لا يعاقب أحد على ازدراء المسيحية. لم يكن هناك سبب لمعاملتنا بهذه الطريقة لمجرد شيء سخيف. كان الأمر مجرد مزاح مع المدرس. لكني أشعر بتحسن الآن لأني أشعر بامتلاكي لحياة أفضل من البقاء في مصر، لأن مستقبلي في مصر تم تدميره. في سويسرا لدي فرصة لتعويض ذلك.”
أصدر قاض في 25 فبراير الماضي حكما ضد كل من ألببير شحاتة، وكلينتون فرج الله، 18 سنة، ومولر ياسا 17 عاما، وباسم يونان 17 عاما، وجميعهم من قرية الناصرية بالمنيا جنوب مصر، بالسجن لمدة 5 سنوات لازدراء الأديان، بسبب مقطع فيديو سجّلوه بهاتف محمول.
في مقطع مدته 32 ثانية، يظهر “شحاتة” لثوان قليلة وهو يمثل صلاة المسلمين. وقبل نهاية الفيديو مباشرة، رفع يونان يده كما لو كانت سكينا ويرسم صليبا على حلق شحاتة، بينما الآخرون ظهروا في المقطع وهم فقط يلوحون للشخص الذي يصور الفيديو.
أما مدرس الأطفال “جاد يونان” وعمره 43 عاما، فقد سجل المقطع يوم 14 فبراير 2015. كان جاد يسجل لكل شخص في الغرفة وليس فقط للأطفال، وقال شحاتة وباسم يونان إن أيا منهم لم يكن في نيته السخرية من الإسلام، فقد كانوا يحاولون لفت نظر المدرس في غرفة مليئة بالمسيحيين من خلال حركات تافهة.
أضاع جاد يونان هاتفه، وفي 6 أبريل، وجده رجل مسلم في القرية وشاهد الفيديو.
انتشر الفيديو سريعا في قرية الناصرية. وفي اليوم التالي، أبلغ بعض المسلمين الشرطة، وفي 8 أبريل بدأ حشد من المسلمين في التجول في القرية واستهداف أي مسيحي أمامهم، وتمت عمليات سلب وتخريب وهتفوا بشعارات إسلامية.
وقال “شحاتة” إنه حينما كان محاصرا في منزله ومختبئا، كان بإمكانه سماع حديث الأشخاص بالخارج ونقاشهم حول من سيقتله. وأضاف “تناقش الناس حول من سيحصل على شرف قتلي.”
ألقي القبض على المدرس في 7 أبريل 2015 من منزله، بعد يوم واحد من إيجاد هاتفه، وفي 9 أبريل استطاع الأطفال الوصول إلى منزل العمدة في القرية خلال عمليات النهب. ثم روى الأطفال عن رجال الأمن الذين أخبروهم أنهم سيصطحبون إلى قسم الشرطة لساعات قليلة لاستجوابهم ثم إطلاق سراحهم، لكن بدلا من ذلك، تم استجواب القُصّر بقسوة، وتعرضوا للضرب في الحجز.
وقال “فرج الله” إن ظروف الاحتجاز كانت قاسية وكافأ حراس السجن السجناء الذين كانوا يقومون بضربنا، وحدث ذلك بشكل منتظم. وكانوا يحاولون إجبارهم على التحول إلى الإسلام. وعلى الرغم من ذلك، حاول بعض السجناء الآخرين حمايتهم من العنف وتأكدوا من حصولهم على الطعام. وأضاف “شحاتة” أن الرب لم ينسهم.”
قضى شحاتة وياسا ويونان 50 يوما في السجن في حين قضى فرج الله 63، قبل أن يفرج عنهم بكفالة قيمتها 10 آلاف جنيه لكل منهم.
ويقول فرج الله “أبقونا في سجن للبالغين. رأينا أشخاصا يتعاطون الحشيش وأنواع مخدرات أخرى.”
مع بداية المحاكمة هرب الأربعة، فسافر ياسا ويونان إلى شرم الشيخ، في حين اختبأ شحاتة في الغردقة. أما فرج الله فقد نام في شوارع القاهرة والإسكندرية. والكنائس التي علمت بشخصيته وبالواقعة رفضت مساعدته، وقال إن ذلك كان بسبب الخوف.
مع صدور الحكم بخمس سنوات ضدهم، ذُهل الأطفال عند علمهم بذلك من الأخبار. وقال شحاتة “كنت مصدوما. لم أصدق. كنت مرتبكا.” وقال فرج الله إنه أحس بأن ياسا كان يمزح حين أخبره بالحكم “اعتقدت أنها نكتة، وأننا أُفرج عنا دون إدانة.”
في بداية شهر أبريل، ترك الأربعة أماكن اختبائهم، واستطاعوا الهرب إلى تركيا. ولا يمكن نشر تفاصيل الهروب لأسباب أمنية.
وقال شحاتة إنه في البداية كان يضع الصليب فوق ملابسه لكن بعد ردود الأفعال في إسطنبول بدأ في الاحتفاظ به تحت الملابس. وتابع “لم يكن الصليب أبدا عارا بالنسبة لي. الصليب علامة فخر، لكن في مصر تعتبر عارا. ويبدو أن الأمر مثله هنا في تركيا.”
مع نهاية أبريل، انتهى الأربعة من إجراءات تسجيلهم مع الأمم المتحدة حتى يستطيعوا التقدم بطلب لجوء. بعد التسجيل، عملت جماعة حقوقية ومنظمتان مسيحيتان تعملان كجزء من الأمم المتحدة، على توفير تأشيرات دخول إلى دولة تستضيفهم قبل الحصول على لجوء دائم.
وقال دانيل هوفمان، المدير التنفيذي لمنظمة “ميدل إيست كونسيرن”، إحدى المنظمات التي تعمل على حماية المراهقين، إن سويسرا استجابت بشكل مختلف تماما عن الدول الأخرى التي طلبنا منها ذلك.
وفي حين أن خطاب الكراهية ضد المسيحيين أمر شائع في المجتمع المصري، فقط مسلم واحد تم إدانته بإهانة المسيحية. هو أحمد محمود عبد الله الشهير بـ”أبو إسلام”، السلفي ومقدم البرامج السابق الذي عرف بخطاباته ضد المسيحيين، وحبس لمدة 6 أشهر بعد حرقه الإنجيل أمام السفارة الأمريكية بالقاهرة في 2012.
ويهرب الدعاة المسلمون الآخرون من العقاب، بعدما تسبب تحريضهم على أعمال شغب وقتل للمسيحيين. ويقول ياسا “قانون ازدراء الأديان غير عادل ويجب إلغاؤه. يستخدم ضد المسيحيين فقط.”
قال الأولاد إنهم سعداء بفرصة بداية حياة جديدة، في حين قال فرج الله إنه يتمنى العودة في يوم ما إلى مصر مرة أخرى. وقال “لن نفقد الأمل في العودة مرة أخرى إلى مصر في المستقبل. سنذهب حتى حينما نحصل على الجنسية السويسرية أو إقامة دائمة في الدولة الجديدة.”