إلقاء شبه المسيح على آخر – دراسة – القمص عبد المسيح بسيط
نظرية إلقاء شبه المسيح على آخر تتعارض مع عدل الله وجلاله وعظمته ومع العقل والمنطق والتاريخ
1 – إشكالات روايات عدم صلب المسيح وإلقاء شبهه على آخر :
لا يقدر أن يقول لنا أصحاب نظرية الشبه ، كما بينّا ، أن آية الشبه ذكرت كيفية إلقاء الشبه ومتى حدثت ومن هو الشبيه ومن هو المشبه به ، وكما يقول الشيخ أبو زهرة ” أن القرآن الكريم لم يبين لنا ماذا كان من عيسى بين صلب الشبيه ووفاة عيسى أو رفعه على الخلاف في ذلك ، ولا إلى أين ذهب ، وليس عندنا مصدر صحيح يعتمد عليه “.
وكما يقول الإمام الفخر الرازي في تعليقة على ما روي من روايات خيالية عن الشبه بقوله ” اختلفت مذاهب العلماء في هذا الوضع وذكروا وجوهاً 000 وهذه الوجوه متدافعة متعارضة والله أعلم بهذه الأمور “(1).
وقال في تفسير الآية 175 من سورة النساء ، مكررا ما قاله الزمخشري في كشافه ” الأول : قوله شبّه مسند إلى ماذا ؟ أن جعلته إلى المسيح فهو مشبّه به وليس بمشبّه ، وأن أسندته إلى المقتول ، فالمقتول لم يجر له ذكر ؟ 00″ .
والثاني : أنه أن جاز أن الله تعالى يلقي شبهه (أي المسيح) على إنسان آخر فهذا يفتح باب السفسطة فانا إذا رأينا زيدا فلعله ليس بزيد فأنه ألقي شبه زيد عليه .
وعند ذلك لا يبقى النكاح والطلاق والملك موثوق به ، وأيضا يفضي إلى القدح في التواتر 000 وذلك يوجب القدح في جميع الشرائع وليس مجيب أن يجيب عنه بأن ذلك مختص بزمان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لأنا نقول لو صح ما ذكرتم فذاك إنما يعرف بالدليل والبرهان فمن لم يعلن ذلك الدليل والبرهان وجب أن يشي من المحسوسات ووجب أن لا يعتمد على شيء من الأخبار المتواترة 0000 وبالجملة ففتح هذا الباب يوجب الطعن في التواتر والطعن فيه يوجب الطعن في نبوة سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ” .
كما أن القول بعدم صلب المسيح وإلقاء شبهه على غيرة يوقع القائلين به في جملة مشاكل دينية يلخصها الأمام الفخر الرازي في تفسيره لسورة آل عمران 55 :
” من مباحث هذه الآية موضع مشكل وهو أن نص القرآن دال على أنه تعالى حين رفعه ألقى شبهه على غيره 000 والأخبار أيضا واردة بذلك إلا أن الروايات اختلفت في ذلك فتارة يروى أن الله تعالى ألقى شبهه على بعض الأعداء الذين دلوا اليهود على مكانه 000 وتارة يروى أن رغّب بعض خواص أصحابه في أن يلقي شبهه (عليه) حتى يقتل مكانه . وبالجملة فكيفما كان ففي إلقاء شبهه على غيره إشكالات :
(1) الإشكال الأول : إنّا لو جوَّزنا إلقاء شبه إنسان على إنسان آخر لزم السفسطة، فإني إذا رأيت ولدي ثم رأيته ثانية فحينئذ أجوّز أن يكون هذا الذي رأيته ثانياً ليس بولدي بل هو إنسان أُلقي شبَهه عليه ، وحينئذ يرتفع الأمان على المحسوسات . وأيضاً فالصحابة الذين رأوا محمداً يأمرهم وينهاهم وجب أن لا يعرفوا أنه محمد، لاحتمال أنه أُلقي شبهه على غيره ، وذلك يُفضي إلى سقوط الشرائع .
وأيضاً فمدار الأمر في الأخبار المتواترة على أن يكون المخبر الأول إنما أخبر عن المحسوس ، فإذا جاز وقوع الغلط في المبصرات كان سقوط خبر المتواتر أولى . وبالجملة ففتح هذا الباب أوله سفسطة وآخره إبطال النبوات بالكلية .
(2) الإشكال الثاني : وهو أن الله تعالى كان قد أمر جبريل عليه السلام بأن يكون معه (مع المسيح) في أكثر الأحوال ، هكذا قال المفسرون في تفسير قوله (إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ).
ثم إن طرف جناح واحد من أجنحة جبريل عليه السلام كان يكفي العالم من البشر ، فكيف لم يكفِ في منع أولئك اليهود عنه ؟ وأيضاً أنه عليه السلام لما كان قادراً على إحياء الموتى ، وإبراء الأكمه والأبرص ، فكيف لم يقدر على إماتة أولئك اليهود الذين قصدوه بالسوء وعلى إسقامهم وإلقاء الزمانة (العاهة) والفلج عليهم حتى يصيروا عاجزين عن التعرض له ؟
(3) الإشكال الثالث : إنه تعالى كان قادراً على تخليصه من أولئك الأعداء بأن يرفعه إلى السماء ، فما الفائدة في إلقاء شبهه على غيره ، وهل فيه إلا إلقاء مسكين في القتل من غير فائدة إليه ؟
(4) الإشكال الرابع : إنه إذا ألقى شبهه على غيره ثم إنه رُفع بعد ذلك إلى السماء ، فالقوم اعتقدوا فيه أنه عيسى مع أنه ما كان عيسى ، فهذا كان إلقاءً لهم في الجهل والتلبيس . وهذا لا يليق بحكمة الله تعالى .
(5) الإشكال الخامس : إن النصارى على كثرتهم في مشارق الأرض ومغاربها وشدة محبتهم للمسيح عليه السلام ، وغلوّهم في أمره أخبروا أنهم شاهدوه مقتولاً ومصلوباً ، فلو أنكرنا ذلك كان طعناً فيما ثبت بالتواتر ، والطعن في التواتر يوجب الطعن في نبوة محمد، ونبوة عيسى ، بل في وجودهما ، ووجود سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، وكل ذلك باطل .
(6) الإشكال السادس : أنه بالتواتر أن المصلوب بقي حياً زماناً طويلاً ، فلو لم يكن ذلك عيسى بل كان غيره لأظهر الجزع، ولقال : إني لست بعيسى بل إنما أنا غيره ، ولبالغ في تعريف هذا المعنى ، ولو ذكر ذلك لاشتهر عند الخلق هذا المعنى ، فلما لم يوجد شيء من هذا علمنا أن ليس الأمر على ما ذكرتم . فهذا جملة ما في الموضع من السؤالات “(2).
وبالرغم من أنه علق على هذه الإشكالات إلا أن تعليقة كان غير مقنع سواء له أو لغيره ، إذ يقول في رد مقتضب :
أ – ” الجواب عن الأول : إن كل من أثبت القادر المختار، سلَّم أنه تعالى قادر على
أن يخلق إنساناً آخر على صورة زيد مثلاً ، ثم إن هذا التصوير لا يوجب الشك المذكور ، فكذا القول فيما ذكرتم ” !!!
ونقول هل حدث مثل ذلك في تاريخ البشرية والإجابة بالقطع كلا !!!
ب – ” والجواب عن الثاني : إن جبريل عليه السلام لو دفع الأعداء عنه أو أقدر الله تعالى عيسى عليه السلام على دفع الأعداء عن نفسه لبلغت معجزته إلى حد الإلجاء (أي اضطرار الله إلى إجراء تلك المعجزة) ، وذلك غير جائز ” !!!
ونقول على العكس لو كان الله قد أنقذه بواسطة ملاك لظهرت عظمته وآمن به اليهود ، ونسأل ونقول وهل إلقاء شبهه على آخر ليس فيه إلجاء واضطرار ؟؟!!
ج – ” والجواب عن الثالث : فإنه تعالى لو رفعه إلى السماء وما ألقى شبهه على الغير لبلغت تلك المعجزة إلى حد الإلجاء (أي اضطرار الله إلى إجراء تلك المعجزة) ” .
والسؤال هنا أيهما أكرم وأليق بجلال الله وعظمته ؟ أن يرفعه أمام الجميع فتظهر قدرة الله أم يخدعهم ويلقي بشبهه على آخر ؟؟!!!
د – ” والجواب عن الرابع : إن تلامذة عيسى كانوا حاضرين ، وكانوا عالمين بكيفية الواقعة ، وهم كانوا يزيلون ذلك التلبيس ” .
ونقول أنه ولا واحد من تلاميذ المسيح قال بغير صلب المسيح !!!!!!
ر – ” والجواب عن الخامس : إن الحاضرين في ذلك الوقت كانوا قليلين ودخول الشبهة على الجمع القليل جائز والتواتر إذا انتهى في آخر الأمر إلى الجمع القليل لم يكن مفيداً للعلم ” .
ونقول هل تدخل الشبهة على أمه وأخت أمه وتلميذه يوحنا ومن كان معهم من التلاميذ غير المعلنين مثل يوسف الرامي ونيقوديموس ، أم على اليهود الذين كانوا حاضرين الصلب والذين جال يبشر بينهم يعلمهم ويصنع المعجزات وكانوا يلتفون حوله بعشرات الألوف ، أم على الجنود الرومان الذين كانوا يقومون بعملية الصلب ، أم سمعان القيرواني الذي كان يشاركه في حمل الصليب ؟؟!!
س – ” والجواب عن السادس : إن بتقدير أن يكون الذي ألقي شبه عيسى عليه السلام عليه كان مسلماً وقبل ذلك عن عيسى ، جائز أن يسكت عن تعريف حقيقة الحال في تلك الواقعة ” .
تقول كل تفاصيل المحاكمة والصلب أن المحاكم والمصلوب كان هو المسيح وهذا ما دلل عليه بأقواله وتصرفاته !!!!
ثم يختم بقوله ” وبالجملة فالأسئلة التي ذكروها أمور تتطرق الاحتمالات إليها من بعض الوجوه . ولما ثبت بالمعجز القاطع صدق محمد في كل ما أخبر عنه ، امتنع صيرورة هذه الأسئلة المحتملة معارضة للنص القاطع ، والله وليّ الهداية ” .
هذا هو تعليق الرازي وتعليقنا عليه .
ولأن هذه الردود غير مقنعة ، حتى له هو نفسه كما هو واضح . لذا فسر بعض العلماء المسلمين الآية باعتبار أنها لا تنفي الصلب .
2 – تعليق على هذه الإشكالات :
ويعلق الأستاذ على الجوهري الذي بنى مفهومة في تفسيره لآية سورة النساء على حقيقة الصلب ولكنه قال بعدم موت المسيح على الصليب معتقداً أن عدم موته على الصليب ينفي القصد من صلبه ويحقق تفسير الآية بشكل يتفق مع المنطق
وحقائق التاريخ ، فيقول(4):
” أهم الأسئلة فيما يتعلق بمسألة صلب المسيح أو نهاية شأن المسيح مع قومه كما أفضل أن اسميها هي : ما هو معنى الصلب ؟ هل الصلب هو مجرد وضع شخص على الصليب سواء مات من جراء الصلب أو لم يمت لأي سبب من الأسباب ؟ أم أن الصلب لا يتم إلا إذا مات الشخص المحكوم عليه بالصلب على الصليب ؟ إن تحديد معنى الصلب بالإجابة على هذه الأسئلة الهامة يجعلنا نعرف على وجه الدقة ما إذا كانوا قد قتلوه وصلبوه ، أو أنهم (ما قتلوه وما صلبوه) .
” جدير بنا أن ندقق في معنى الفعل المبني للمجهول (صُلب) . يقال عن شخص إنه صُلب إذا كان مات على الصليب ويقال عن شخص إنه (أُغرق) إذا كان قد مات إغراقاً تحت الماء ، أما إذا كان بعض الناس حاولوا إغراق شخص تحت سطح الماء بهدف قتله ولم يمت هذا الشخص تحت الماء لأي سبب فإنهم لم يغرقوه.
يجوز أن يكونوا قد شرعوا في قتله بإغراقه ، ولكنهم في حقيقة الأمر (ما قتلوه وما أغرقوه) ، حيث أنه لم يمت تحت سطح الماء من جراء إغراقهم له ، في محاولتهم قتله تحت سطح الماء . وهكذا لو وُضِع شخص على الصليب ولم يمت من جراء الصلب لا يجوز أن نقول عنه أنه صُلب . ربما كان هذا شروعاً في قتله صلباً ، ولكنهم (ما صلبوه) ” .
ولكنا نقول لسيادته نتفق معك في الجزء الأول من حديثك أن اليهود دفعوا الرومان لصلب المسيح ليتخلصوا منه ومن رسالته ، أما الجزء الثاني فقد تحقق لا بعدم موته على الصليب بل بقيامته من الأموات في اليوم الثالث ، وفي هذه الحالة يكون قوله ” ما صلبوه وما قتلوه ” يعني أن قصدهم وخطتهم في القضاء عليه لم ينجحا لأنه قام من الأموات وظهر لتلاميذه وأرسلهم للكرازة به في كل العالم .
ثم يوضح الأستاذ على الجوهري رأيه في نظرية إلقاء شبه المسيح على شخص آخر بقوله : ” لأن إلقاء شبه المسيح على شخص غير المسيح إنما هو نظرية قال بها المفسرون ، إنها رأي المفسرين ، ومن المعروف أن المفسرين يلزم كل منهم أن ينظر في تفسير من سبقه من المفسرين . هذا بطبيعة الحال من ضرورات التصدي لمحاولة تفسير آيات القرآن الكريم . ونظرية إلقاء الشبه غير مستساغة وغير معقولة لأسباب هامة كثيرة :
أولاً : لا دليل عليها ، ولتكون نظرية مستساغة ومقبولة ومعقولة يلزم أن تتوافر لها أدلة على صحتها . ونظرية إلقاء شبه المسيح على شخص غيره لا ينهض دليل على صحتها ، وتنهض أدلة على عدم صحتها
لقد اضطر المفسرون المسلمون إلى القول بنظرية إلقاء الشبه إجابة وحيدة لسؤال فرض نفسه هو : إذا كان المسيح ما قتلوه وما صلبوه ، فماذا حدث له ؟ وكيف نجا من القتل والصلب؟ ويجوز أن يوضع شخص على الصليب بقصد قتله صلباً ، ولا يكون هذا الشخص قد قُتل أو صُلب إذا لم يمت على الصليب .
ثانياً : لأن إنكار وضع المسيح على الصليب يتعارض مع شهادة شهود العيان
“وشهادة شهود العيان في هذه الجزئية بالذات لا تشوبها شائبة تناقض أو خلاف بين الشهود . كل شهودهم مجمعون عليها في مسألة القبض على المسيح ووضعه على الصليب يستحيل بحق إهدار شهادة شهود العيان، وكذلك وقائع محاكمة المسيح أمام السنهدرين وأمام الحاكم الروماني بيلاطس. قبضوا عليه، وحاكموه ، ووضعوه على الصليب.
وشهد بذلك عشرات بل مئات من شهود العيان، ولا تناقض في شهادة شهود العيان بهذا الصدد يمكن التعويل عليه في رفض محتوى شهادتهم“.
” أليس المطلوب هو إثبات صدق القرآن الكريم فيما أخبر به من أن أعداء المسيح ما قتلوه وما صلبوه ؟ يتحقق المطلوب دون حاجة إلى الاعتماد في ذلك على التسليم بنظرية إلقاء الشبه ، ودون أن نصطدم بضرورة إهدار شهادة الشهود في مسألة يستحيل فيها إهدار شهادة الشهود . ومن المعلوم أنه في بعض الحالات يمكن التدليل على فساد شهادة الشهود ، وفي حالات أخرى لا يكون هنالك سبيل إلى إهدار شهادة الشهود .
والقبض على المسيح ووضعه على الصليب من المسائل التي لا يجوز إهدار شهادة الشهود بشأنها – والحق يقال – بأي حال من الأحوال . إنهم مجمعون عليها ، ولا تناقض داخلي بشأنها ، والحق يقال أيضاً ولا ينبغي كمسلمين أن نجادل بالباطل أبداً . إن الله سبحانه وتعالى يأمرنا بذلك . أن الله يأمرنا أن جادل بالتي هي أحسن . والاعتراف بالحقائق ، وعدم الجدال بالباطل إنما هما من أهم ركائز الجدل بالتي هي أحسن . هل يجادل بالتي هي أحسن من ينكر الحقائق ولا يعترف بها ” .
ويضيف ” لأن التمسك بالمعنى الأول من معاني انتفاء الصلب بإنكار وضع المسيح على الصليب يعرض مصداقية القرآن الكريم ذاتها للخطر 000 إن مَثَلَ مَن يعارضون أن يكون أعداء المسيح قد وضعوه فعلاً على الصليب كمثل شخص حضر حفل زفاف صديق ، وأثناء الحفل وقعت حادثة قتل أُتهم فيها هذا الشخص وعندما يتم سؤال هذا الشخص : هل حضرت حفل زفاف صديقك أم لا ؟ يقول لا ، أنا لم أحضر حفل زفاف صديقي.
وإذا شهد شاهدان على أنه كان يجلس بينهما في ذلك الحفل نجد أن إنكار ذلك الشخص حضوره الحفل يسئ إلى موقفه في التحقيق ولا يفيده ” .
ثالثاً : إن نظرية إلقاء الشبه وردت في إنجيل برنابا وهذا هو الدليل الثالث على فسادها وعدم صحتها : ” إن الاحتجاج بورود هذه النظرية في إنجيل برنابا يكشف قبل أي شئ على أن هذه النظرية ليست من بنات أفكار أي مفسر مسلم ، بل هي
فكرة مسيحية 000 وفضلا عن ذلك نجد أن النصارى لا يعترفون بصحة إنجيل برنابا كله ، ولن نجد مسيحيا واحداً يعترف بصحته . سيقول لك على الفور أنه إنجيل مزيف منتحل لا صحة ولا حجة لكل محتواه . إنه أبوكريفا .
ولا يصح لنا كمسلمين أن نقيم عقائدنا على أساس من نصوص إنجيل برنابا الذي لا يعترف النصارى به ولا يجوز أن نثق بنص من نصوص إنجيل برنابا “.
رابعاً : ” يوجد رابعاً سبب هام وهو عدم قدرة أي مفسر من القائلين بهذه النظرية على تحديد الشخص الذي أُلقي الله عليه شبه المسيح عليه السلام . يقول بعضهم – وراجع ما شئت أي تفسير موجز أو مطول – إن الله ألقى شبه سيدنا عيسى على يهوذا . ويقول بعضهم : إن الله ألقى شبه سيدنا عيسى على شخص يدعى طيطانوس .
ويقول بعضهم : إن الله ألقى شبه سيدنا عيسى على واحد من أتباعه تطوع لتحمل هذا المصير بدلاً من المسيح بعد أن وعده المسيح أن تكون له الجنة دون تحديد لهذا الشخص بشيء سوى أنه واحد من أتباعه . ويقول بعضهم : إنه واحد من حراس المسيح .
وأنت تعرف يا صاحبي أنه يلزم تحديد شخص واحد بعينه ألقى الله عليه شبه سيدنا عيسى . وعدم تحديد شخص واحد بعينه يفسد هذا الادعاء تماماً من الناحية الشكلية البحتة . ولو مات رجل قتيلاً إثر طعنة سكين ، ويريد أحد أن يدافع عن أحد المتهمين بأن شخصاً آخر غير المتهم هو الذي طعنه بالسكين، لوجب عليه أن يحدد من هو هذا الشخص تحديداً قاطعاً . ولو تعددت الاحتمالات لأفضى ذلك إلى عدم تحديد القاتل وكان ذلك من مصلحة المتهمين جميعاً مهما كان عددهم كبيراً .
ولا ريب أن تضارب آراء المفسرين على هذا النحو بصدد رأيهم ونظريتهم القائلة بإلقاء شبه المسيح على شخص آخر غير المسيح يضعف من نظريتهم هذه إلى حد الانهيار ” .
خامساً : ” وخامس الأسباب الدالة على فساد نظرية إلقاء الشبه هذه هو إن أي مفسر لا يستطيع أن يقول أو يدّعي أنه شاهد شبه المسيح يلقيه الله سبحانه وتعالى على شخص آخر . ولو زعم أحدهم هذا الزعم لكان زعمه باطلاً بطبيعة الحال . ويزداد هذا الزعم ضعفاً وانهياراً لو لم يملك من يزعمه أي دليل على صحته ” .
سادساً : ” ضمائر الغائب الكثيرة الموجودة في الآية الكريمة 000 ما شأن ضمائر الغائب الكثيرة الموجودة بالآية الكريمة ؟ وكيف تدل على خطأ المفسرين في القول بنظرية إلقاء شبه المسيح على شخص آخر غير المسيح ؟
نعرف جميعاً إن ضمائر الغائب المفرد لا بد من إرجاعها إلى شخص تعود عليه ضمائر الغائب.
والمعقولية شرط لصحة إرجاع ضمير الغائب إلى من يُفترض رجوع ضمير الغائب إليه 000 (وقد) اختلف المفسرون الإسلاميون بشأنه اختلافاً كبيراً ولم يصب أحدهم الرأي الصواب في إرجاع هذه الضمائر إلى من تعود عليه بشكل قاطع حتى الآن، أنهم جميعاً يرجحون إرجاع ضمير الغائب إلى المسيح في قول الله سبحانه وتعالى: “وما قتلوه وما صلبوه صحيح تماماً ولكن الاستمرار في إرجاع ضمير الغائب إلى المسيح في بقية الآية الكريمة خطأ وغير مقبول ، ويربك المعنى الصحيح للآية الكريمة ” .
” فإذا وصلنا إلى قول الله سبحانه وتعالى: ” وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا إتباع الظن وما قتلوه يقيناً ” . أرجو منك يا صاحبي أن نحدد ضمائر الغائب المفردة في هذا الموضع من الآية الكريمة 000 إن ضمائر الغائب المفرد كثيرة في هذا الموضع من الآية الكريمة . قلت : وقد أرجعها المفسرون المسلمون كلها إلى المسيح إن ضمائر الغائب المفرد المتكررة في هذا الموضع تعود إلى اختلافهم ، أي اختلاف أهل الكتاب من اليهود والنصارى في مسألة أن المسيح قد مات على الصليب أم لم يمت على الصليب.
هذه المسألة اختلفوا فيها ، هذا الشأن ” اختلفوا فيه ” وبدءاً من ضمير الغائب المفرد الموجود بآخر حرف الجر هنا تعود الضمائر على الشأن الذي ” اختلفوا فيه ” ولا تعود إلى المسيح عليه السلام . هل اختلفوا في أن الشخص الذي حاكموه وقبضوا عليه هو المسيح أو هو شخص آخر ؟ هذا احتمال ضعيف جداً وبالغ الضعف وعديم المعقولية. ويلزم أن يكون الرأي السليم سليماً في نظر كل الناس وليس في نظر المسلمين وحدهم
إن أعداء المسيح لو كانوا قد اختلفوا بشأن شخص المسيح وهل هو الشخص الذي حاكموه وقبضوا عليه ووضعوه على الصليب لكان الأقرب إلى المعقولية أن يتحروا ويدققوا ويحققوا هذه المسألة كل التحري والتدقيق والتحقيق. وليس من المعقول طبعاً أن يكون هدف أعداء المسيح هو قتل المسيح صلباً ثم يقبلون بسهولة وبساطة وسذاجة أن يقتلوا ويصلبوا شخصاً آخر غيره.
لو اختلفوا في شخص المسيح لكان الأقرب إلى الصواب والمعقولية أن يوقفوا إجراءات تنفيذ الحكم ليتحققوا أن شخص الإنسان الذي يقومون بتنفيذ الحكم عليه . وهذا التحقق سهل ميسور لهم . وليس هناك أسهل من أن يحاوروا ويناقشوا الشخص الموجود بين أيديهم ليكتشفوا حقيقته ، خصوصاً أن اليهود لم يعمدوا إلى قتل المسيح غيلة ، بل أنهم استصدروا حكماً بقتله صلباً من الحاكم الروماني بيلاطس ” .
” إن مصلحتهم تفرض عليهم ذلك ، إنهم يريدون قتل وصلب شخص معين وليس قتل وصلب أي شخص آخر غيره ” . ” يقول الله سبحانه وتعالى : (ما لهم به من علم) وضمير الغائب الملحق بحرف الجر (به) يجعل المعني – والله أعلم بمراده – هو : ” ما لهم بشأن موته أو عدم موته على الصليب من علم ” .
” قال المفسرون : إن ضمير المفرد الغائب هنا يعود على المسيح ، ما لهم به من علم. هل هذا معقول؟ كيف يكون شهود العيان الموجودين حول الصليب الذي ُصلب عليه المسيح ما لهم بالمسيح من علم ؟ هل يكون المفسرون المسلمون الذين لم تطأ قدم أحدهم في الغالب الأعم مكان الصليب ، أعلم بالمسيح ، وبما لو كان هو الشخص الموجود على الصليب من كانوا شهود عيان لهذا الحدث التاريخي العظيم ؟ لقد مضت قرون وقرون بين الزمان الذي ولد فيه أولئك المفسرون وبين وقت هذا الحدث العظيم .
أما عندما يعود ضمير المفرد الغائب في هذا الموضع على شأن من الشئون هو عدم معرفة أعداء المسيح ما إذا كان المسيح قد مات على الصليب أم أنه لم يمت على الصليب ، نجد أن المعنى يتضح ويستقيم ويصبح معنى معقولاً مقبولاً والله أعلم بمراده 000 ” .
ويعلق الأستاذ الجوهري على إشكالات الرازي بقوله : ” هيا نقتبس سطورا مما كتبه الإمام الفخر الرازي في تفسيره لهذه الآية الكريمة بدءاً من صفحة (515) بالجزء الخامس من طبعة دار الغد العربي بالقاهرة في تفسيره مفاتيح الغيب ، يقول الإمام الفخر الرازي ما نصه : ” وفي الآية سؤالان: السؤال الأول : قوله تعالى : (شبه) ُمسند إلى ماذا ؟ إن جعلته مسنداً إلى المسيح ، فهو مشبّه به وليس بمشبّه ، وإن نسبته إلى المقتول فالمقتول لم يجر له ذكر ” .
ويضيف ” إن الإمام الرازي قد استهل تفسيره للآية الكريمة ببحث الإسناد في قوله تعالى : (شبه) وتساءل : ُمسند إلى ماذا ؟ ولتكون فكرة الإسناد واضحة يا صاحبي دعني أنشط ذاكرتك لتفهم بوضوح المقصود بالإسناد الذي يشير إليه الإمام الرازي .
لو قلت : (ضرب عمرو زيداً) فالضرب مسند وعمرو مسند إليه ، ولما كان فعل (شبه) في الآية في صيغة المبني للمجهول ، وحسب نظرية إلقاء الشبه التي سبق أن أشرنا إليها وإلى فسادها لا بد من وجود الحيرة وعدم القدرة على الفهم
والسؤال بصيغة أخرى يمكن أن يُصاغ هكذا : ” إذا كان أعداء المسيح حول الصليب ، قد شبه لهم ، فماذا شبه لهم بالضبط ؟ هل شبه لهم أنهم قتلوا شبيه المسيح على الصليب ، وبذلك يكون الأمر قد اختلط عليهم مرتين لا مرة واحدة ، اختلط عليهم الأمر في المرة الأولى إذ خُيِّل إليهم وظنوا أن الله قد ألقى شبه المسيح على غيره ، وخيل إليهم في المرة الثانية وظنوا واحتاروا ولم يستطيعوا أن يقطعوا برأي فيما كانوا قد قتلوا شبيه المسيح أم قتلوا المسيح ؟”.
ثم يقول ” والقول بنظرية إلقاء شبه المسيح على غيره لا يثبت لتمحيص بيننا كمسلمين ، ولا يثبت لجدل بيننا وبين خصوم الإسلام ” .
وبعد أن يفند على الجوهري نظرية إلقاء شبه المسيح على شخص آخر يذكر ما يؤمن به هو : ” إذا لم يكن معنى قوله سبحانه وتعالى : ولكن شبه لهم هو إلقاء شبه المسيح على شخص آخر غيره ، فما هو معناها ؟ هل لها معنى آخر ، وما هو هذا المعنى الأخير ؟ نعم معناها هو : ولكن اختلط الأمر عليه ، اختلط عليهم ما إذا كان المسيح قد مات على الصليب فينزلونه ويدفنونه أم أنه لم يمت على الصليب . لقد اختلفوا بهذا الشان فعلاً ” .
وهكذا يتضح لنا أن نص سورة النساء غير الواضح في مسألة صلب المسيح أوقع الجميع في حيرة مما جعل البعض يعتمد على الخرافات ، أو ما يسمى بالإسرائيليات ، والبعض الآخر يؤلف روايات من وحي خياله ، والبعض يصر على الإيمان بالنص كما هو ولكنه يفسره هو أيضا فيقول أنه ينفي الصلب عن المسيح ، والبعض يحاول أن يوفق بين النص وبين المنطق والعقل والتواتر والحدث التاريخي لصلب المسيح والمسجل في كل كتب التاريخ والتي لا تقول شيء مطلقا بل ولا تعرف شيء مطلقا عن نظرية الشبه !!!!!
3 – إلقاء شبه المسيح على آخر يوقع البشرية في ضلالة كبرى :
أن القول بإلقاء شبه المسيح على آخر وصلبه بدلا عنه واعتقاد كل من اليهود والرومان وتلاميذ المسيح ورسله وأمه العذراء القديسة مريم بأن الذي صلب هو المسيح ثم كرزوا في العالم أجمع بأن الذي صلب هو المسيح وآمن الملايين ، بل المليارات ، عبر التاريخ أن المسيح هو الذي صلب ، في حين أن الذي صلب ، حسب نظرية الشبه ، هو آخر غير المسيح فماذا تكون النتيجة ؟؟!! والإجابة هي ضلالة كبرى لا مثيل لها في تاريخ الكون !!!!
فقد اعتقد اليهود أنهم قتلوا المسيح ، وهذا ما شهد به القرآن ” وقولهم أنا قتلنا المسيح
“وشاع ذلك بين الأمم ، وهذا ما حدث أيضا وسجله المؤرخون ، ولكن الأهم والأخطر هو أن تلاميذ المسيح ورسله الذين أعدهم للكرازة بإنجيله في العالم كله ، قد شاهدوا المصلوب وآمنوا أنه المسيح وبشروا في كل مكان أن الذي صلب هو المسيح !!! بل وجمعوا الإنجيل ، بالروح القدس ، ودونوا فيه حادثة الصلب تفصيليا لدرجة أنها تكون ثلث الإنجيل ، بل وهي محور كرازة الرسل ” نحن نكرز بالمسيح مصلوبا ” (1كو23:1)
وبسبب كرازتهم وبشارتهم بالمسيح مصلوبا آمن الملايين ، بل والمليارات منذ القرن الأول وحتى الآن، بل وقد يصل الذين يؤمنون بذلك منذ القرن الأول وحتى نهاية العالم مليارات المليارات ، ولو افترضنا صحة نظرية إلقاء شبه المسيح على آخر تكون هذه المليارات من البشر قد آمنت بخدعة وضلالة كبرى !!!
والسؤال هنا هو من الذي أوقع هذه المليارات في هذه الخدعة وهذه الضلالة الكبرى ؟؟؟!!! وبمعنى آخر ؛ من هو الذي خدع البشرية وأوقعها في هذه الضلالة الكبرى ، المزعومة ؟؟!! ولو سرنا مع أصحاب نظرية الشبه فستكون النتيجة مريعة وغير منطقية وغير معقولة ، فلو افترضنا ، معهم ، أن الذي ألقى شبه المسيح على آخر هو الله !! فستكون النتيجة ، بحسب هذه النظرية ، أن الله هو الذي خدع البشرية وأوقعها في هذه الضلالة الكبرى ، فهل يقبل العقل ذلك ؟؟!!
وحاشا لله من ذلك وتعالى عنه علوا كبيراً!! فهذا يعني عدة أمور لا يقبلها عقل ولا منطق ؛ وهي أنها تنسب لله الجهل والعجز والخداع والغش وعدم تقدير الأمور ، بل والظلم 000 ألخ .
وحاشا لله من ذلك وتعالى عنه فلم يكن الله في حاجة إلى مثل هذه الوسيلة التي لا تعني إلا الغش والتضليل والخداع ، لأنه لو فرضنا صحة هذه النظرية فماذا كانت النتيجة ، نقول هي سقوط الملايين بل والمليارات عبر مئات وآلاف السنين من
الذين أمنوا بذلك في الضلال !!! ومن الذي أضل هذه الملايين بهذه الخدعة ، هل نقول أنه هو الله ، ونقول ؛ حاشا وكلا وتنزه الله عن ذلك ؟؟؟!!!!!!! وهل يجرؤ أحد أن يقول أن الله هو الذي ألقي شبه المسيح على غيره وترك الناس تسقط في هذه الضلالة الكبرى ؟؟؟ !!! ونقول حاشا لله وتعالى عن ذلك علوا كبيرا ً !!! فهذا لا يتفق مع العقل والمنطق ولا مع قداسة الله وعظمته وجلاله وقدرته الكلية !!!
كما أن هذه النظرية تصور لنا الله بالطريقة التي يتصور بها الذين يؤمنون بتعدد الآلهة آلهتهم التي الذين يتآمرون ويغشون ويخدعون ، فالله ، بحسب هذه النظرية يبدو وكأنه قد فوجئ باليهود وهم يقبضون على المسيح وقد عجزت حيلته وقدرته على إنقاذ مسيحه ولم يستطع أن ينقذه من أيديهم إلا بإلقاء شبهه على آخر ، لكي ينقذه من يديهم بهذه الوسيلة مهما كانت نتيجتها !!!!!!!!! ونتيجتها هي إنقاذ شخص واحد ، فرد مهما كانت مكانته على حساب المليارات من البشر ؟؟؟!! وأكرر حاشا لله من ذلك وتعالى عنه علوا كبيرا !!!!
كما أن القرآن يقول ” وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ ” ، فهل من الهدى والنور أن يقع كل من يؤمن به ، بحسب هذه النظرية في الضلالة ؟؟؟!!! هل يرسل الله المسيح لهداية البشر ثم ينقذه من اليهود بوسيلة تكون هي السبب في ضلال البشر ؟؟؟!! وهل يتفق الهدى مع الضلال ؟؟؟!!! وهل يتفق هذا مع حب الله غير المحدود للبشرية ؟؟؟!!! ونكرر حاشا لله من ذلك وتعالى عنه علوا كبيرا !!!!
يقول الكتاب المقدس ” معلومة عند الرب منذ الأزل جميع أعماله ” (18:15) ، ويؤكد لنا الإنجيل بأوجهه الأربعة أن المسيح لم يكن يعمل شيئاً بالمصادفة أو حسب الظروف ، إنما كان كل ما يعمله مرتباً ترتيبا سابقا قبل خليقة العالم ، بحسب ترتيب أزلي سابق ، فعندما كان يقوم بعمل معجزة ما أو يعلم تعليم ما لم يكن بدون ترتيب سابق ، لهذا لم يناقض نفسه أبدا ولم يغير كلامه مطلقاً ، وعلى سبيل المثال فعندما حضر عرس في قانا الجليل ونفذت الخمر من العرس ، وكانت
العذراء القديسة مريم قد عرفت بالروح القدس أنه سيصنع لهم معجزة ، ” قالت له ليس لهم خمر ” ، ولأنه كان يعمل كل شيء في وقته وبحسب ترتيب إلهي دقيق قال لها ” لم تأت ساعتي بعد ” ، أي لا يزال على صنع هذه المعجزة المطلوبة وقت حتى لو كان هذا الوقت مجرد لحظات ، فقالت هي بالروح القدس للخدام ” مهما قال لكم فافعلوه ” وفي الوقت المعين ، وبعد الحديث مع العذراء ليس بكثير قال للخدم ” املأوا الأجران ماء . فملأوها إلى فوق . ثم قال لهم استقوا الآن ” (يو1:2-8) .
وفي قصة إقامة لعازر من الموت ، يقول الكتاب ” وكان إنسان مريضا وهو لعارز 000 فأرسلت الأختان إليه قائلتين يا سيد هوذا الذي تحبه مريض فلما سمع يسوع قال هذا المرض ليس للموت بل لأجل مجد الله ليتمجد ابن الله به 000 فلما سمع انه مريض مكث حينئذ في الموضع الذي كان فيه يومين 000 وبعد ذلك قال لهم .
لعازر حبيبنا قد نام . لكني اذهب لأوقظه . وكان يسوع يقول عن موته . وهم ظنوا انه يقول عن رقاد النوم ” (يو1:11-13) . وقد ترك المسيح لعازر حتى مات وظل في القبر أربعة أيام لكي يقيمه من الموت بعد أن تعفن جسده ويصبح رميما ، فيتمجد من خلال عمله هذا المسيح كابن الله ويتمجد الله في ذاته .
وهكذا لا يتم عمل الله بالمصادفة أو بحسب الظروف إنما بترتيب إلهي سابق . ولا يمكن بل ومن المستحيل أن يكون الله قد رتب لخديعة البشر وغشهم وإيقاع مليارات الناس في هذه الضلالة الكبرى !!! ونكرر حاشا لله من ذلك !!!
إقرأ أيضاً:
إلقاء شبه المسيح على آخر – دراسة – القمص عبد المسيح بسيط
هل صلب المسيح حقيقة أم شبه لهم ؟ – القمص عبد المسيح بسيط
(1) التفسير الكبير للرازي جـ 3 : 35 .
(2) التفسير الكبير جـ 2 : 466 .
(4) أخطر المناظرات ، هل مات المسيح على الصليب ؟ مناظرة بين داعية العصر أحمد ديدات والبروفيسور فلويد كلارك ، ص 82 – 110 .