أساطير حول مخطوطات العهد الجديد ومناقشتها والرد عليها
أساطير حول مخطوطات العهد الجديد ومناقشتها والرد عليها
أساطير حول مخطوطات العهد الجديد ومناقشتها والرد عليها
مهمتها في هذا الفصل هي أن نناقش اثنين من الاتجاهات التي يعتنقها بعض الناس اليوم. فمن ناحية، يجعل بعض المشككين الموقف يبدو أكثر سوءاً مما هو عليه في الحقيقة. فرغم أنه صحيح أننا لا نعرف تماماً ماذا كانت صياغة العهد الجديد الأصلية في كل جزء منه، فإن هذا لا يعني أننا يجب أن نفقد كل أمل في فهم المحتويات الأساسية للعهد الجديد. فلا يزال هناك الكثير مما يمكن أن يقال، وأكثر منه أيضاً في الفصل التالي. ومن ناحية أخرى، استبدل بعض المسيحين طلب الحق بطلب التيقّن، وبفعلهم هذا تكون أية ملامح للشك أمراً بغيضاً بالنسبة لهم، ولكن هذا أيضاً موقف غير عقلاني.
الأساطير والاتجاهات
يوجد اتجاهان يجب تجنبهما عندما يتعلق الأمر بنص العهد الجديد، وهما: اليقين المطلق واليأس المطبق. ففي الأساس، يدّعي أتباع أحد الاتجاهين أن لديهم اليقين المطلق، وهم جماعة “كينج جيمس فقط”. فبالنسبة لهم، يعتبر التيقّن من النص هو “شرط لا غنى عنه” للإيمان المسيحي. إننا لن نصرف وقتاً طويلاً في بحث هذا الرأي، ولكننا بالتأكيد نرغب في التعرض له. أما بالنسبة لليأس المطبق، فيعتنقه فقط أكثر الليبراليين تطرفاً وبمتعة! فإن تكون متشككاً بشأن نصوص العهد الجديد هو أمر أساسي بالنسبة لجدول أعمالهم، الذي فيه يكون كل شيء ممكناً، ولا شيء احتمالي، فاليقين الوحيد في عصر ما بعد الحداثة هو عدم اليقين نفسه. يصاحب هذا الأمر فخر فكري، فخر بأن الإنسان “يعرف” ما يكفي لأن يكون متشككاً بشأن كل الأوضاع.
أسطورة اليقين المطلق
توجد أسطورة شائعة تقول إننا نبتعد أكثر عن النص الأصلي للعهد الجديد بمرور الزمن. فحيث أن ترجمة كينج جيمس الإنجليزية قد صدرت منذ أربعمائة عام مضت، يجادل أصحاب هذا الرأي أنها لابد وأن تكون هي أقرب للنص الأصلي من الترجمات الحديثة، وفي الحقيقة لابد وأن تكون أقرب منها بأربعمائة عام. ولكن لكي تكون وجهة النظر هذه صحيحة، يجب شرح ثلاثة افتراضات:
- إننا فقدنا كل البيانات عن المخطوطات التي استخدمت في عمل ترجمة كينج جيمس للعهد الجديد
- أنه لم تكتشف مخطوطات أقدم من الأربعمائة عام الأخيرة
- أن جميع الترجمات الحديثة استخدمت ترجمات أقدم منها ولم يتم دراسة المخطوطات المتوفرة
إن كلاً من تلك الافتراضات الثلاثة باطل.
فأولاً: لا تزال لدينا تقريباً جميع المخطوطات التي استخدمت في ترجمة كينج جيمس الإنجليزية، ومن تلك المخطوطات توجد نسخة لم يعد من المعروف أنها موجودة، وهي التي تتضمن في نسخة العهد الجديد اليونانية المطبوعة في بداية القرن السادس عشر. كما أن طبعة إيرازمس الثالثة من “Novum Instrumentum” (عام 1522) تقف بقوة وراء ترجمة كينج جيمس، رغم أنها مأخوذة من العديد من الطبعات اليونانية الأخرى للعهد الجديد. فقد استخدم إيرازمس حوالي نصف دستة من المخطوطات في معظم أعماله، التي يعود أقدمها إلى القرن العاشر. وهكذا فإن ترجمة كينج جيمس اعتمدت على مخطوطات أقدم منها بحوالي ستمائة إلى سبعمائة عام فقط.
ثانياً: إن عدد المخطوطات اليونانية المعروفة اليوم أكبر بحوالي مائة مرة من العدد المستخدم في ترجمة كينج جيمس. وليس هذا فقط، ولكن المخطوطات الأساسية التي تعتمد عليها الترجمات الحديثة هي أقدم بكثير من تلك التي اعتمدت عليها ترجمة كينج جيمس. فأقدم مخطوطاتنا يرجع تاريخها إلى القرن الثاني الميلادي، والمخطوطات الرئيسية يرجع تاريخها إلى القرنين الرابع والخامس، وبالتالي، يكون هناك ما يزيد عن الأربعمائة مخطوطة معروفة لنا اليوم، ويسبق تاريخها أقدم المخطوطات التي استخدمها إيرازمس.1
ثالثاً: رغم أن الترجمات الحديثة للعهد الجديد قد تم إنتاجها بمقارنتها بترجمات سابقة (والبعض منها مستخدم بصورة واعية في تقليد الأعمال الأقدم 2)، إلا أن الترجمات الأحدث تعتمد أيضاّ على فحص تفصيلي لأفضل الدراسات النقدية للمخطوطات اليونانية.
وأخيراً: حيث أن الترجمات الحديثة تتبع المبدأ المعقول لكونها تعتمد على أقدم المخطوطات، إلا إذا كانت هناك أسباب وجيهة لتفضيل الترجمات التالية، إلا أننا لابد أن نسمح ببعض الشك في الصياغة الأصلية. وبمرور القرون كان هناك في الحقيقة اتفاق أعظم بين المخطوطات اليونانية للعهد الجديد.3
تعتمد الترجمات الحديثة على مخطوطات أقدم وأكثر من تلك التي اعتمدت عليها ترجمة كينج جيمس الإنجليزية. وبالطبع لا يمكن نسيان المخطوطات التي اعتمدت عليها ترجمة كينج جيمس، ولكن هناك مخطوطات أقدم وأفضل قد حلت محلها.
المخطوطات التي اعتمدت عليها الترجمات الحديثة
أسطورة اليأس المطبق
في رد إيرك دوهرتي على كتاب لي ستروبل “The case for Chist قضية المسيح”4، يقيم دوهرتي مشهداً تخيلياً لقاعة محكمة. ففي فصلة الثالث ” المخطوطات والأسفار القانونية”، يقوم باستجوات بروس ميتزجر، الناقد النصي الشهير للعهد الجديد، من كلية اللاهوت في برنستون، فيحاول في البداية أن يرفض وثائق ميتزجر بالسؤال عما إذا كان اعتناق ستروبل رأي ميتزجر على أنه “يقف على أحدث علوم العهد الجديد” يترك مساحة للمتطرفين الحقيقيين مثل جون دومينيك كروسان وبورتون ماك، أو الليبراليين المعتدلين مثل هيملت كوستر”5. لكن هذا النوع من الوسائل يخلط بين الأمور. فكروسان وما وكوستر هم علماء العهد الجديد وهم ليبراليون معروفون، ولكن ولا واحد منها ناقد نصي، ومع ذلك فإن دوهرتي يستخدم حيله الساحرة لكي يطعن في وثائق ميتزجر.
ثم يجادل بعد ذلك في أن ثروة مخطوطات العهد الجديد التي لدينا اليوم لا تعطينا دلالة لما كان عليه شكل نص العهد الجديد الأصلي، فيقول:
حتى لو كانت لدينا نسخ أكثر انتشاراً من الأناجيل خلال جيلين من كتابتها، فإن هذا لن يثبت حالة الأصول، أو كمية التطور الذي قد تعرضت له خلال هذين الجيلين أو الثلاثة الأولى. فإنه في أول مرحلة بالتحديد من تطور أي حزب أو جماعة يحدث أكبر تحوّر للأفكار، ومعه يحدث تغيير في حالة الكتابات التي تعكس هذا التحور. لكن ليس لدينا في الأناجيل ما يلقي ضوءاً واضحاً على هذا التطور المبكر أو يعطينا ضماناً على أن النصوص الباقية هي صورة يعتمد عليها عن بدايات الإيمان.6
ليس لهذا النوع من الشك ما يبرره. ورغم أنه من الصحيح أن النقل النصي في الحقب الأولى بعد كتابة العهد الجديد يعتريه الغموض، إلا أننا لا يمكن أن نعتبر أن المخطوطات، والترجمات القديمة، واقتباسات آباء الكنيسة التي ظهرت بعد ذلك بوقت قصير، كانت جميعها خاطئة.
وبالمثل، فإن النص الوارد في “الأناجيل الخمسة” بقلم فانك وهوفر وجماعة “مدرسة يسوع” هو أيضاً ليس له ما يبرره: “إن الفجوة الزمنية التي تفصل يسوع عن النسخ الأولى الباقية من الأناجيل، حوالي مائة وخمسة وسبعين عاماً، تماثل الفترة الزمنية منذ عام 1776 (كتاب إعلان الاستقلال) إلى عام 1950. فماذا لو أن أقدم نسخ من الوثيقة الأساسية كان يرجع تاريخها فقط إلى عام 195؟”7 ما الخطأ في هذا النص؟
أولاً: إن الحقائق المذكورة فيه خاطئة. فبعد ثلاث صفحات، يقول كتاب “الأناجيل الخمسة” إن أقدم جزء من الإنجيل “يمكن أن يرجع تاريخه إلى حوالي عام 125 أو قبل ذلك”. وهذا يعني أن هذا الجزء قد جاء بعد حوالي مائة عام من حياة يسوع على الأرض. ورغم أنه مجرد جزء صغير، إلا أنه يتفق تقريباً مع أقدم نسخ الإنجيل.
ثانياً: إذا طبقنا هذا القياس على الأعمال الأدبية القديمة الأخرى فسنعرف أنه كان علينا أن ننتظر لمئات من السنين قبل أن تظهر لنا أية نصوص من كتابات هيرودوتس أو ليفي أو هومر! لكن لم يفكر أحد أن نسخة من هذه الوثائق التي أتت إلينا بعد مئات السنين قد وجدت من فراغ. وبالتأكيد، فإنها قد لا تكون تماماً كالأصل، ولكن الزيادة في المخطوطات القديمة والمتنوعة من جميع أنحاء العالم المحيط بالبحر المتوسط تضمن لنا أن العلماء لديهم الأدوات التي يعيدون بها بنية ما كان يقوله النص الأصلي فعلياً بصورة جوهرية.
ثالثاً: لكي نناقش طريقة جماعة “مدرسة يسوع” -بدون الرجوع لنسخ الأعمال الأدبية القديمة الأخرى – معناه أن نتجاهل البيانات المقارنة المتصلة بالموضوع. ومما يدعو للسخرية أن هذا يضاد تماماً الروح الليبرالية الحقيقية للبحث الفكري الذي يسعى للتوصل إلى الحق بأي ثمن.
وإننا إذ نبحث مواد ووسائل النقد النصي في الفصول التالية، سنرى أن هناك أسباباً قوية لاعتبار مخطوطات العهد الجديد صحيحة بصورة جوهرية في تمثيل النص الأصلي. أما بقية هذا الفصل فسوف يوضح سبب كون اليأس المطبق خاطئاً تماماً. ولكننا نرغب في أن نبدأ بمقارنة مخطوطات العهد الجديد بمخطوطات الكتابات القديمة الأخرى.
كثيراً ما يسمع المرء هذه الكلمات: “في الحقيقة إننا لا نعرف ما قاله العهد الجديد في الأصل، حيث أننا لم نعد نملك الأصول، وحيث أنه يمكن أن يكون هناك عبث هائل قد حدث في النص قبل إنتاج النصوص الموجودة لدينا حالياً”. لكن هل هذا حكم دقيق على المعلومات؟ هل هذا النوع من التشكك صادق فيما يتعلق بالحقائق؟ ليس تماماً.
إذا كان هذا الافتراض حقيقياً، يجب في هذه الحالة أن ننكر أن معظم حقائق التاريخ القديم يمكن استردادها، لأن أية شكوك نلقيها على نصوص العهد الجديد يجب أن نلقى مثلها بمائة مرة على أية نصوص قديمة أخرى تقريباً. هذا لأن مخطوطات العهد الجديد تقترب كثيراً من الأصل، وهي أكثر عدداً ووفرة من مخطوطات أية نصوص قديمة أخرى. فإن العهد الجديد هو أكثر الأعمال الأدبية اليونانية أو اللاتينية المشهود لها على الإطلاق في العالم القديم.
مقارنة بين الوثائق التاريخية الباقية 8
المؤلفات التاريخية أقدم المخطوطات عدد المخطوطات الباقية
ليفي 59 ق.م -17م القرن الرابع 27
تاكيتاس 56-120م القرن التاسع 3
سوتونيوس69-140م القرن التاسع 200+
ثوسيديداس 460-400ق.م القرن الأول الميلادي9 20
هيرودوتس 484-425ق.م القرن الأول الميلادي 75
العهد الجديد 100-150م 5700 (عدد المخطوطات اليونانية فقط) (بالإضافة إلى أكثر من 10000 مخطوطة باللاتينية، وأكثر من مليون اقتباس من آباء الكنيسة، الخ.)
كما سوف نناقش أدلة مخطوطات العهد الجديد في الفصل التالي بأكثر تفصيل. ولكن بالنسبة للوقت الحالي، فإننا نرغب في القيام بالمزيد من المقارنات مع الكتابات الأدبية القديمة الأخرى.
كما أشرنا من قبل، يوجد ما يقرب من خمسة آلاف وسبعمائة مخطوطة كاملة أو أجزاء من مخطوطات للعهد الجديد الموجود معروفة وموجودة حالياً، (المخطوطات اليونانية فقط) كما يتزايد عدد مصادرها، ففي كل حقبة، بل تقريباً في كل عام يتم اكتشاف مخطوطات جديدة له. في نفس الوقت، توجد الكتابات الكلاسيكية العادية في حوالي عشرين مخطوطة باقية.10 بينما مخطوطات العهد الجديد اليونانية وحدها تفوق هذا العدد بحوالي ثلاثمائة مرة. وبجانب المخطوطات اليونانية، توجد طبعات لاتينية وقبطية وسريانية وأرمنية وقوطية وجورجية وغيرها من الترجمات الأخرى للعهد الجديد. يصل عدد المخطوطات اللاتينية إلى أكثر من عشرة آلاف مخطوطة.
وهكذا فكما قلنا من قبل، يتم تمثيل العهد الجديد بما يزيد ألف مرة عن المخطوطات الكلاسيكية العادية. بل إنه حتى كتابات المؤلفين المشاهير – مثل هوميروس أو هيرودوتس – لا يمكن ببساطة مقارنتها بكميات النسخ التي يتمتع بها العهد الجديد. فهوميروس في الحقيقة هو في المرتبة الثانية بفارق كبير من ناحية المخطوطات، ومع ذلك فإنه أقل من ألفين وخمسمائة نسخة من هوميروس باقية إلى اليوم.11
والآن، ما رد فعل المتشككين تجاه هذا النوع من المعلومات؟ يجادل دوهرتي قائلاً:
إذا اعتبرنا أن بقاء المخطوطات القديمة كان يعتمد على الناسخين المسيحيين، وأن الكثير من الأعمال القديمة تم حرقها عن عمد بواسطة المسيحيين، فإن هذا التفاوت بالكاد يثبت شيئاً. فإنه لا يثير الدهشة أن الشهادة النصية للكثير من الأعمال الأدبية القديمة تبقى بأقل درجة، ولكني سأفترض أنه ليست الكثرة هي العامل المهم هنا، أو حتى أية مقارنات بالكتابات القديمة الأخرى؛ بل المهم هنا مدى القرب الذي يمكننا به أن نصل إلى النص الأصلي لهذه الوثائق المسيحية.12
مرة أخرى، يقوم دوهرتي بخلط الأوراق. إنه أمر صحيح أن “الكثير من الأعمال القديمة تم حرقها عن عمد بواسطة المسيحين”، ولكن هذه الأعمال كانت كتابات هرطقية. على أن هذا لا يبرر قيام المسيحين الأوائل بهذا الأمر، ,لكنه يشير إلى أن لا أحد من هذه الكتب هي الكتب موضع المقارنة التي قمنا بها، فهي لم تكن كتابات هؤلاء المؤلفين الكلاسيكيين.
كما فشل دوهرتي أيضاً في أن يذكر أن المسيحية كانت محظورة حتى القرن الرابع. وأكثر من ذلك، فإن أسوأ مجزرة بشرية ضد هذه الديانة قادها دقلديانوس في الأعوام 303-311 “آخر حرب إبادة شنتها الوثنية ضد المسيحية”.13 وقد تضمن اضطهاد المسيحيين دمار شامل لكتبهم المقدسة.14 وقد كانت هذه الحملة شديدة النجاح حتى أنه بعد تحويل مرسوم دقلديانوس وتشريع المسيحية، شعر قسطنطين بالحاجة عام 331 إلى الأمر بإنتاج خمسين كتاباً مقدساً.15
وهكذا فعندما يأتي الأمر إلى موضوع إنتاج المخطوطة وبقائها عبر الثلاثة القرون الأولى، تكون الوثائق المسيحية في موضع الأذى المحقق لأن الأوضاع السياسية كانت ضدها.16 ومع ذلك، فإن ما يسترعي الانتباه بصورة ملحوظة، أن مخطوطات العهد الجديد كانت أكثر عدداً خلال هذه الحقبة من نسخ أي كتابات أدبية قديمة أخرى.
وأخيراً، فإنه في نفس العبارة يعترف دوهرتي بأن: “بقاء المخطوطات القديمة كان يعتمد على الناسخين المسيحيين”. فأية مخطوطات قديمة هي التي يتحدث عنها الآن؟ لابد أنها تحول الأعمال الأدبية الكلاسيكية اليونانية واللاتينية – بما فيها الأعمال المذكورة في الجدول السابق.17 وهكذا فإن الجدل بأن العدد الوفير والبرهان المبكر لمخطوطات العهد الجديد هو في الحقيقة ليس دليلاً على الإطلاق، هو جدل بالكاد يدعو للاعتبار. وإذ نعرف الاضطهاد المبكر للمسيحيين والحفظ الذي قام به الكتّاب المسيحيين للكتابات الكلاسيكية المتماثلة، يسقط ويثبت بطلان هذا الادعاء بالكامل.18
الأساطير والاتجاهات المختلفة والمنطق
رأينا أن اتجاهي اليقين المطلق، واليأس المطبق، غير سليمين كنقطة بداية لفحص نصوص العهد الجديد. فبالرغم من أننا لا بمكن أن نتيقن بشأن كل التفاصيل في النص، إلا أننا يمكن أن نتيقن من الأكثر. فمن الساذج أن نعتقد أن ترجمة كينج جيمس الإنجليزية تمثل النص الأصلي أكثر مما تمثله معظم الترجمات الحديثة. ومع ذلك فإنه من المبالغة أن نقول إننا حيث لا يمكننا أن نتأكد من كل شيء فإننا لا يمكن أن نتأكد من أي شيء. فكما رأينا في الفصل السابق، توجد نسبة قليلة للغاية من نصوص العهد الجديد موضع شك، ولكن ما هو موضع المخاطرة في هذه النسبة الضئيلة من النصوص، هذا ما سوف نناقشه فيما بعد.