الله الواحد المثلّث الأقانيم بحسب القواعد والنّصوص العبريّة للأب أنطونيوس لحدو
الله الواحد المثلّث الأقانيم بحسب القواعد والنّصوص العبريّة
الله الواحد المثلّث الأقانيم بحسب القواعد والنّصوص العبريّة للأب أنطونيوس لحدو
إسم الله إيلوهيم אֱלֹהִ֑ים :
ذكرنا في الفصل الثّاني إنَّ إسم إيلوهيم אֱלֹהִ֑ים كُتِبَ بصيغة الجّمع الدّال على المُفردِ بسبب وجود الجَّمع المذكّر (الياء والميم – ים) في نهايةِ الكلِمة.
واللّافِت للإنتباه أنَّ كلمة إيلوهيم ذُكِرت لتدلّ على الآلهة الوثنيّة! وسنوضّح هذا الأمر بشيء من التّفصيل.
– جاء إسم الله في سفر التّكوين ليدلّ على الله الإله الحقيقي: “في البَدْءِ خلَقَ اللهُ (إيلوهيم) السَّماواتِ والأَرضَ” (التكوين 1:1).
– جاء إسم الله في سفر الخروج والتثنية ليدلّ على الآلهة الوثنيّة:
” لا يَكُنْ لكَ آلهةٌ سِوايَ.” (الخروج 3:20).
“لَوْ حَدَثَتِ الآيَةُ أَوِ الأُعْجُوبَةُ الَّتِي كَلَّمَكَ عَنْهَا قَائِلاً: لِنَذْهَبْ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لَمْ تَعْرِفْهَا وَنَعْبُدْهَا! (التثنية 2:13)
نستنتج ممّا سبق أنَّ إسم ايلوهيم يفتح الباب لعقيدة الجّمع في الربوبيّة فهو يُستخدم للتّعبير عن الله الواحد كما يُستَخدَم للتّعبير عن الآلهة الوثنيّة المزيّفة. لكن هل طريقة إستخدام وذِكر اسم إيلوهيم الإله الحقيقيّ في الكتاب المُقدّس مشابهة لطريقة إستخدامه وذكره عند الإشارة إلى الآلهة الوثنيّة؟
يُنكِر اليهود كلّهم صيغة الجّمعِ المُطلق في إسم إيلوهيم، ويقرّون بأنَّ الإسم كُتِبَ بصيغة الجَّمع الدّال على المُفرَد المُطلَق، وذلك لمَنع أي تعدّديّة للذّات الإلهيّة، وحجّتهم في ذلك أنّه في كلمة إيلوهيم يأتي الفعل التّابع لها بصيغة المفرد عندما تُشير الكلمة الى الإله الحقيقي، في حين ان الأفعال تأتي في صيغة الجمع عندما تشير الكلمة الى الآلهة المزيّفة، مثلاً:
لننظر الى الفعل (خَلقَ) المُستخدَم في افتتاحيّة سفر التكوين: “في البَدْءِ خلَقَ اللهُ السَّماواتِ والأَرضَ” (التكوين 1:1).
– בְּרֵאשִׁ֖ית בָּרָ֣א אֱלֹהִ֑ים אֵ֥ת הַשָּׁמַ֖יִם וְאֵ֥ת הָאָֽרֶץ׃
نلاحظ انّ الفعل “بارا בָּרָ֣א” ويعني “خَلقَ” جاء بصيغة المُفرد، ولا تحتاج ان تكون متعمقاً في دراسة اللغة العبريّة لتفهم انّ الآية الإفتتاحيّة من سفر التّكوين تتكلّم عن إلهٍ واحدٍ مفردٍ.
فالنّقطة واضحة جدّاً وحقيقيّة ولا يختلف فيها إثنان، لأنّ الكتاب المقدّس يُعلِّم بأنّ الله إلهٌ واحد، وعليه فإنّ النّمط في الكتاب المقدّس هو أن يأتي الإسم بالجمع يليه الفعل بالمُفرد عندما يتكلّم عن الله الواحد.
ولكن هل رأي علماء اليهود مُطلق في حقيقته!؟ لأنه توجد آيات أخرى في الكتاب المقدّس تذكر كلمة الله الحقيقي “إيلوهيم” ويأتي الفعل التابع له في صيغة الجمع! مثال ذلك:
وحدث لما اتاهني الله من بيت ابي اني قلت لها هذا معروفك الذي تصنعين الي. في كل مكان ناتي اليه قولي عني هو اخي (التكوين 3:20)
وتترجم من اللّغة العبريّة الى العربيّة حرفيّاً و”حدث لما أتاهوني إيلوهيم من بيت أبي”!
وَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا، وَدَعَا الْمَكَانَ «إِيلَ بَيْتِ إِيلَ» لأَنَّهُ هُنَاكَ ظَهَرَ لَهُ اللهُ حِينَ هَرَبَ مِنْ وَجْهِ أَخِيهِ. (التكوين 7:35)
وتترجم من اللّغة العبريّة الى العربيّة حرفيّاً ” لأَنَّهُ هُنَاكَ ظَهَرَوا لَهُ ايلوهيم حِينَ هَرَبَ مِنْ وَجْهِ أَخِيهِ. ” !
وَأَيَّةُ أُمَّةٍ عَلَى الأَرْضِ مِثْلُ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ الَّذِي سَارَ اللهُ لِيَفْتَدِيَهُ لِنَفْسِهِ شَعْبًا، وَيَجْعَلَ لَهُ اسْمًا، وَيَعْمَلَ لَكُمُ الْعَظَائِمَ وَالتَّخَاوِيفَ لأَرْضِكَ أَمَامَ شَعْبِكَ الَّذِي افْتَدَيْتَهُ لِنَفْسِكَ مِنْ مِصْرَ، مِنَ الشُّعُوبِ وَآلِهَتِهِمْ. (صموئيل الثاني 23:7)
وتترجم من اللغة العبريّة الى العربيّة حرفياً ” سَارَوا ايلوهيم لِيَفْتَدِيَهُ “!
وَيَقُولُ الإِنْسَانُ: «إِنَّ لِلصِّدِّيقِ ثَمَرًا. إِنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ قَاضٍ فِي الأَرْضِ» (المزامير 11:58).
وتترجم من اللغة العبريّة الى العربيّة حرفياً “أنه يُوجَدُ إيلوهيم قضاة “!
نلاحظ أنّنا لو ترجمنا الآيات السّابقة من اللّغة العبريّة بشكل حرفيّ الى اللّغة العربيّة، لظهرت بمظهر المخالفة لأبسط قواعد اللّغة العربيّة! ولكن هذه الآيات في لغتها الأمّ لا تُعطي هذا الإنطباع في المُخالفة، لأنها تتكلّم عن الإله الواحد، فكل لغة تنفرد بقواعدها ومفاهيمها وأسرارها.
الله يستخدم الضمائر في صيغة الجّمع
في أغلب الأحيان عندما يتحدّث الله عن نفسه فإنّه يستخدم الضمائر في صيغة الجّمع، مثال ذلك:
” وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ». (التكوين 26:1). لاحظ ضمير الجّمع (نا).
وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفًا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضًا وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ». (التكوين 22:3)
هَلُمَّ نَنْزِلْ وَنُبَلْبِلْ هُنَاكَ لِسَانَهُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ بَعْضُهُمْ لِسَانَ بَعْضٍ. (التكوين 7:11)
ثُمَّ سَمِعْتُ صَوْتَ السَّيِّدِ قَائِلاً: «مَنْ أُرْسِلُ؟ وَمَنْ يَذْهَبُ مِنْ أَجْلِنَا؟» فَقُلْتُ: «هأَنَذَا أَرْسِلْنِي» (إشعياء 8:6)
تبدو الآية الأخيرة متناقضة في استخدام الضّمير المُفرد في كله أرسَلَ وضمير الجّمع في كلمة “أجْلِنا” إلاّ اذا نظرنا الى الآية في إطار الجمع في الوحدانيّة! وهذا هو الصّواب بعينه.
وصف صيغة الجمع العبريّة في إسم الله
في كثير من الأحيان تأتي الأسماء والصّفات المُستخدمة للتّعبير عن الله في اللّغة العبريّة بصيغة الجمع، كما في الشواهد التّالية:
فَاذْكُرْ خَالِقَكَ فِي أَيَّامِ شَبَابِكَ، قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ أَيَّامُ الشَّرِّ أَوْ تَجِيءَ السِّنُونَ إِذْ تَقُولُ: «لَيْسَ لِي فِيهَا سُرُورٌ. (الجّامعة 1:12)
وردت في اللّغة العبريّة حرفياً بصيغة الجّمع “خالقيك“.
لِيَفْرَحْ إِسْرَائِيلُ بِخَالِقِهِ. لِيَبْتَهِجْ بَنُو صِهْيَوْنَ بِمَلِكِهِمْ. (المزمور 2:149)
تأتي في اللّغة العبريّة حرفيّاً بالجمع “بخالقيه“
فَقَالَ يَشُوعُ لِلشَّعْبِ: «لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَعْبُدُوا الرَّبَّ لأَنَّهُ إِلهٌ قُدُّوسٌ وَإِلهٌ غَيُورٌ هُوَ. لاَ يَغْفِرُ ذُنُوبَكُمْ وَخَطَايَاكُمْ. (يشوع 24:19)
تأتي في اللّغة العبريّة حرفيّاً “آلهةٌ مقدّسة”
لأَنَّ بَعْلَكِ هُوَ صَانِعُكِ، رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ، وَوَلِيُّكِ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ، إِلهَ كُلِّ الأَرْضِ يُدْعَى.. (إشعياء 5:54).
تأتي في اللّغة العبريّة حرفيّا بالجّمع “بعولك“.
كلُّ ما ذكرناهُ حتّى الآن يعتمدُ على لُغةِ الكتاب المقدّس العبريّة، وإذا أردنا أن نبني القاعدة اللاّهُوتيّة على نصّ الكتاب المُقدّس وحده، علينا أن نقول:
أنه بالرُّغم من وجود تأكيد على وحدانيّة الله من جهة، هناك أيضاً تأكيد على الوحدة الجامعة والتي تسمح بموجود الجمع في الرّبوبيّة.
الشّمع – שְׁמַ֖ע قانون الإيمان اليهودي
اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ.. (التثنية 4:6).
وهي بالعبريّة: שְׁמַ֖ע יִשְׂרָאֵ֑ל יְהוָ֥ה אֱלֹהֵ֖ינוּ יְהוָ֥ה ׀ אֶחָֽד .
وتُقرأ “شماع يسرائيل يهوه إيلوهينو يهوه ايحاد”.
تكلّمنا عن هذه الآية في نهاية الفصل الثّاني. وتُستخدم هذه الآية أكثر من غيرها للتأكيد على حقيقة أنّ “الله واحد” وغالباً ما تُستخدم من قِبلِ اليهود ومُنكري الثّالوث المقدّس للرّدّ على مفهوم الثّالوث المُقدّس عند المسيحيين. ولكن يا تُرى هل تصلح فعلاً لهذا الغرض؟؟
ذكرنا في نهاية الفصل الثّاني إنّ عِبارة “الربّ الهنا” جاءت في النّصّ العبريّ بصيغة الجمع، وحرفيّاً جاءت “الربّ آلهتنا“، ومع ذلك، فإنّ الحجة الرئيسيّة التي يستخدمها اليهود وغيرهم لنفي صيغة الجمع المفرد في إسم الجلالة الله في آية “الشمع“، تكمن في كلمة “ واحد” وهي الكلمة العبريّة ” אֶחָֽד إيحاد “، ويقولون: إنها تعني الواحد المطلق، فهل هم على صواب؟ بالطّبع لا، لماذا؟
لأنّنا نرى في الكتاب المُقدّس بنصّه العبريّ أن كلمة “ واحد” وهي الكلمة العبريّة “אחד إيحاد” لا تعني الواحد المُطلق، بل تعني الواحد الجّامع! وهذه الحقيقة يتغافل عن ذكرها اليهود، فعلى سبيل المثال:
نرى في سفر (التكوين 5:1) أنّ عملية الجمع بين الصّباح والمساء تتكون من يوم واحدٍ “يوماً واحداً وبالعبريّة “יום אֶחָֽד يوم ايحاد“.
وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَارًا، وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلاً. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا وَاحِدًا
وفي سفر (التكوين 24:2)، نجد وحدة الرّجل والمرأة معاً في الزّواج يُنتج “جسداً واحِداً” “לבשׂר אחד ” ل بسر إيحاد“.
لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا.
وفي سفر (حزقيال 17:37) نرى أنّ نتيجة جمع عصاتين هو عصا واحدة “فتصيرا واحدةً” أي “إيحاد“.
وَاقْرِنْهُمَا الْوَاحِدَةَ بِالأُخْرَى كَعَصًا وَاحِدَةٍ، فَتَصِيرَا وَاحِدَةً فِي يَدِكَ.
بعد هذه الأمثلة نجد أنّ استخدام كلمة “אחד إيحاد” في الكتاب المقدّس تأتي مع الواحد الجامع وليس الواحد المطلق“.
أقنومان في إسم إيلوهيم
نجد في الكتاب المقدّس بالعبريّة آيات تُظهر أقنومين (شخصين) في إسم إيلوهيم الله الواحد، منها:
وَأَمَّا بَيْتُ يَهُوذَا فَأَرْحَمُهُمْ وَأُخَلِّصُهُمْ بِالرَّبِّ إِلهِهِمْ، وَلاَ أُخَلِّصُهُمْ بِقَوْسٍ وَبِسَيْفٍ وَبِحَرْبٍ وَبِخَيْل وَبِفُرْسَانٍ.. (هوشع 7:1).
المُتكلّم هو إيلوهيم ويقول إنّه سوف يرحم بيت داود بواسطة يهوه إيلوهيم الّذي لهم، سيُنقذ إيلوهيم الأول بيت إسرائيل بواسطة إيلوهيم الثّاني!
نجد أيضاً أقنومين (شخصين) في إسم يهوه:
فَأَمْطَرَ الرَّبُّ عَلَى سَدُومَ وَعَمُورَةَ كِبْرِيتًا وَنَارًا مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ... (التكوين 24:19).
من الواضح أنّ كلمة يهوه الأولى (الرّب) قيلت على الأرض، فهو سيمطر ناراً وكبريتاً من عند يهوه الثّاني (الرّب) في السماء.
لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: بَعْدَ الْمَجْدِ أَرْسَلَنِي إِلَى الأُمَمِ الَّذِينَ سَلَبُوكُمْ، لأَنَّهُ مَنْ يَمَسُّكُمْ يَمَسُّ حَدَقَةَ عَيْنِهِ. لأَنِّي هأَنَذَا أُحَرِّكُ يَدِي عَلَيْهِمْ فَيَكُونُونَ سَلَبًا لِعَبِيدِهِمْ. فَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَبَّ الْجُنُودِ قَدْ أَرْسَلَنِي.. (زكريا 8:2-9).
نرى أنّ يهوه الأول يُرسل يهوه الثّاني لتنفيذ العمل.
ثلاثة أقانيم متمايزة في إسم الله
رأينا فيما سبق أنّ اسم الله يشير الى شخصين، وذلك من خلال قراءة النّصوص العبريّة. ونجد آياتٍ أخرى تُشير الى وجود ثلاثة أقانيم مُتمايزة في اسم الله إيلوهيم!
ملاك يهوه أو ملاك العهد
هو شخصيّة متميّزة عن سواه وعن الملائكة وهو شخص فريد من نوعه! وملاك العهد هو يهوه ذاته بإجماع الآباء والمُفسّرين كلّهم.
(سفر التكوين 7:16) يُشير اليه بوصفه ملاك يهوه: فَوَجَدَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ عَلَى عَيْنِ الْمَاءِ فِي الْبَرِّيَّةِ، عَلَى الْعَيْنِ الَّتِي فِي طَرِيقِ شُورَ.
וַֽיִּמְצָאָ֞הּ מַלְאַ֧ךְ יְהוָ֛ה עַל־עֵ֥ין הַמַּ֖יִם בַּמִּדְבָּ֑ר.
وفي (سفر التكوين 13:16) يُشير اليه بوصفه يهوه ذاته: فَدَعَتِ اسْمَ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمَ مَعَهَا: «أَنْتَ إِيلُ رُئِي». لأَنَّهَا قَالَتْ: «أَههُنَا أَيْضًا رَأَيْتُ بَعْدَ رُؤْيَةٍ؟
וַתִּקְרָ֤א שֵׁם־יְהוָה֙ הַדֹּבֵ֣ר אֵלֶ֔יהָ אַתָּ֖ה אֵ֣ל רֳאִ֑י.
في (سفر التكوين 11:22-16) نجد ملاك الرّب يتكلّم من السّماء مع إبراهيم: فَنَادَاهُ مَلاَكُ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «إِبْرَاهِيمُ! إِبْرَاهِيمُ!». فَقَالَ: «هأَنَذَا» فَقَالَ: «لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلاَمِ وَلاَ تَفْعَلْ بِهِ شَيْئًا، لأَنِّي الآنَ عَلِمْتُ أَنَّكَ خَائِفٌ اللهَ، فَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي». فَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا كَبْشٌ وَرَاءَهُ مُمْسَكًا فِي الْغَابَةِ بِقَرْنَيْهِ، فَذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ وَأَخَذَ الْكَبْشَ وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عِوَضًا عَنِ ابْنِهِ. فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ اسْمَ ذلِكَ الْمَوْضِعِ «يَهْوَهْ يِرْأَهْ». حَتَّى إِنَّهُ يُقَالُ الْيَوْمَ: «فِي جَبَلِ الرَّبِّ يُرَى». وَنَادَى مَلاَكُ الرَّبِّ إِبْرَاهِيمَ ثَانِيَةً مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ، أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هذَا الأَمْرَ، وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ
وفي (سفر الخروج 2:3-4) نجد أنّ ملاك الرّبّ يظهر بلهيب نار في العُلّيقة، ويرى الرّبّ يهوه أنّ موسى اقترب من العُلّيقة، فيُنادي الله إيلوهيم موسى ويتكلّم معه:
وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ بِلَهِيبِ نَارٍ مِنْ وَسَطِ عُلَّيْقَةٍ. فَنَظَرَ وَإِذَا الْعُلَّيْقَةُ تَتَوَقَّدُ بِالنَّارِ، وَالْعُلَّيْقَةُ لَمْ تَكُنْ تَحْتَرِقُ. فَقَالَ مُوسَى: «أَمِيلُ الآنَ لأَنْظُرَ هذَا الْمَنْظَرَ الْعَظِيمَ. لِمَاذَا لاَ تَحْتَرِقُ الْعُلَّيْقَةُ؟». فَلَمَّا رَأَى الرَّبُّ أَنَّهُ مَالَ لِيَنْظُرَ، نَادَاهُ اللهُ مِنْ وَسَطِ الْعُلَّيْقَةِ وَقَالَ: «مُوسَى، مُوسَى!». فَقَالَ: «هأَنَذَا»..
أُقنوم الرّوح القدس
أقنوم الرّوح القدس يُسمّى أيضا في العهد القديم روح الله، والإشارات إليه كثيرة:
فَقَالَ الرَّبُّ: «لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ، لِزَيَغَانِهِ، هُوَ بَشَرٌ. وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً». (التكوين 3:6)
رُوحُ اللهِ صَنَعَنِي وَنَسَمَةُ الْقَدِيرِ أَحْيَتْنِي. (أيّوب 4:33)
راجع أيضا: التكوين 2:1 والمزامير 11:51 و 7:19 وأشعياء 2:11 ….. الخ.
فالرّوح القدس هو أقنوم الهيّ، عنده العقل والعاطفة والإرادة.
رأينا في الأمثلة السّابقة ثلاث شخصيات مميّزة يشار بها الى الله: الربّ يهوه، ملاك يهوه او ملاك العهد وروح الله.
ظهور الأقانيم الثّلاثة في العهد القديم
إنّ قارئ العهد القديم يجد نصوصاً عديدة تظهر فيها الأقانيم الثّلاثة بشكل واضح، منها على سبيل المثال:
تَقَدَّمُوا إِلَيَّ. اسْمَعُوا هذَا: لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنَ الْبَدْءِ فِي الْخَفَاءِ. مُنْذُ وُجُودِهِ أَنَا هُنَاكَ» وَالآنَ السَّيِّدُ الرَّبُّ أَرْسَلَنِي وَرُوحُهُ. (إشعياء 16:48).
نرى في هذه الآية ظهور الأقانيم الثّلاثة. والمتكلّم هنا هو الله خالق السّماء والأرض وهو السّيد المسيح الأقنوم الثّاني من الثّالوث المُقدّس، ويميّز نفسه عن شخصين آخرين، فهو يُميّز نفسه عن الرّبّ يهوه، وعن روح الله، وروح الرّبّ (الروح القدس) الذي كان على السيّد المسيح كما نقرأ في (إشعياء 1:61) رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ. فالمسيح هو الله الكلمة (اللوغوس) اي انَّ الله كلّم النّاس به، وعمل العالمين به أيضاً! (عبرانيين 2:1) كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ،
مثال آخر من إشعياء 7:63-14:
إِحْسَانَاتِ الرَّبِّ أَذْكُرُ، تَسَابِيحَ الرَّبِّ، حَسَبَ كُلِّ مَا كَافَأَنَا بِهِ الرَّبُّ، وَالْخَيْرَ الْعَظِيمَ لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي كَافَأَهُمْ بِهِ حَسَبَ مَرَاحِمِهِ، وَحَسَبَ كَثْرَةِ إِحْسَانَاتِهِ. وَقَدْ قَالَ حَقًّا: «إِنَّهُمْ شَعْبِي، بَنُونَ لاَ يَخُونُونَ». فَصَارَ لَهُمْ مُخَلِّصًا. فِي كُلِّ ضِيقِهِمْ تَضَايَقَ، وَمَلاَكُ حَضْرَتِهِ خَلَّصَهُمْ. بِمَحَبَّتِهِ وَرَأْفَتِهِ هُوَ فَكَّهُمْ وَرَفَعَهُمْ وَحَمَلَهُمْ كُلَّ الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ. وَلكِنَّهُمْ تَمَرَّدُوا وَأَحْزَنُوا رُوحَ قُدْسِهِ، فَتَحَوَّلَ لَهُمْ عَدُوًّا، وَهُوَ حَارَبَهُمْ. ثُمَّ ذَكَرَ الأَيَّامَ الْقَدِيمَةَ، مُوسَى وَشَعْبَهُ: «أَيْنَ الَّذِي أَصْعَدَهُمْ مِنَ الْبَحْرِ مَعَ رَاعِي غَنَمِهِ؟ أَيْنَ الَّذِي جَعَلَ فِي وَسَطِهِمْ رُوحَ قُدْسِهِ، الَّذِي سَيَّرَ لِيَمِينِ مُوسَى ذِرَاعَ مَجْدِهِ، الَّذِي شَقَّ الْمِيَاهَ قُدَّامَهُمْ لِيَصْنَعَ لِنَفْسِهِ اسْمًا أَبَدِيًّا، الَّذِي سَيَّرَهُمْ فِي اللُّجَجِ، كَفَرَسٍ فِي الْبَرِّيَّةِ فَلَمْ يَعْثُرُوا؟ كَبَهَائِمَ تَنْزِلُ إِلَى وَطَاءٍ، رُوحُ الرَّبِّ أَرَاحَهُمْ». هكَذَا قُدْتَ شَعْبَكَ لِتَصْنَعَ لِنَفْسِكَ اسْمَ مَجْدٍ.
نرى جليّاً في هذه الأعداد ذكر اسم الرّب يهوه في العدد 7، وملاك يهوه في العدد 9، وروح الله في الأعداد 10، 11 و14.
فالنّصوص العبريّة، تُعلِّم بوضوح بوجود صيغة الجمع الثّالوثيّ في الله الواحد، وأغلب اليهود الذين – في زمن المسيح وفي يومنا هذا – آمنوا بالسّيد المسيح وقبلوه مُخلّصاً وربّاً عرفوا هذا الأمر جيّداً، فهُم لم ينزلقوا الى الوثنيّة او الشِّرك بالله نتيجة هذه المَعرِفة، لأنّهم أكثر النّاس تمسّكاً بوحدانيّة الله! لقد آمنوا بحقيقة أنَّ يسوع المسيح هو الإله الحقّ وابن الله، وهو الشّخص نفسه الّذي كتب عنه النّبيّ موسى في التّوراه قائلاً:
«هَا أَنَا مُرْسِلٌ مَلاَكًا أَمَامَ وَجْهِكَ لِيَحْفَظَكَ فِي الطَّرِيقِ، وَلِيَجِيءَ بِكَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي أَعْدَدْتُهُ. اِحْتَرِزْ مِنْهُ وَاسْمَعْ لِصَوْتِهِ وَلاَ تَتَمَرَّدْ عَلَيْهِ، لأَنَّهُ لاَ يَصْفَحُ عَنْ ذُنُوبِكُمْ، لأَنَّ اسْمِي فِيهِ. وَلكِنْ إِنْ سَمِعْتَ لِصَوْتِهِ وَفَعَلْتَ كُلَّ مَا أَتَكَلَّمُ بِهِ، أُعَادِي أَعْدَاءَكَ، وَأُضَايِقُ مُضَايِقِيكَ. فَإِنَّ مَلاَكِي يَسِيرُ أَمَامَكَ وَيَجِيءُ بِكَ إِلَى الأَمُورِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ، فَأُبِيدُهُمْ. (الخروج 20:23-23).
الآيات السّابقة تتحدّث عن حضور الله الّذي يتنازل ليكون في وسط شعبه فيصير كملاك مرسل لحمايتهم وقيادتهم والدّخول بهم الى الوعود الإلهيّة. فكلمةُ ملاك تعني “رسول” أي يحمل رسالة، وقد دُعي أيضاً وجه يهوه في (خروج 14:33-16) فَقَالَ: «وَجْهِي يَسِيرُ فَأُرِيحُكَ». فَقَالَ لَهُ: «إِنْ لَمْ يَسِرْ وَجْهُكَ فَلاَ تُصْعِدْنَا مِنْ ههُنَا، فَإِنَّهُ بِمَاذَا يُعْلَمُ أَنِّي وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ أَنَا وَشَعْبُكَ؟ أَلَيْسَ بِمَسِيرِكَ مَعَنَا؟ فَنَمْتَازَ أَنَا وَشَعْبُكَ عَنْ جَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ».
وفي هذا إشارة الى تجسُّد كلمة الله ونزوله الينا ليقودنا الى أورشليم السّماويّة. وقد دلّل القديس غريغوريوس أسقف نيصص[1] على أنّ المقصود بكلمة الملاك، الرّبّ نفسه، إذ أنّ موسى سيقول بعد ذلك فليسر السيّد في وسطنا فانه بماذا يعلم إني وجدت نعمة في عينيك انا وشعبك. اليس بمسيرك معنا. فنمتاز انا وشعبك عن جميع الشعوب الذين على وجه الارض (خروج 16:33) وكانت إجابة الرّبّ فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «هذَا الأَمْرُ أَيْضًا الَّذِي تَكَلَّمْتَ عَنْهُ أَفْعَلُهُ، لأَنَّكَ وَجَدْتَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيَّ، وَعَرَفْتُكَ بِاسْمِكَ (خروج 17:33).
إذاً كلمة ملاك هي إشارة الى عمل الرّبّ يسوع[2] في وسط الشّعب فيصير كملاك مُرسَل لحمايتهم وقيادتهم والدّخول بهم الى الوعود الإلهيّة. ولذلك قيل أنّ الشّعب جرّب المسيح ولا نجرب المسيح كما جرب ايضا اناس منهم فأهلكتهم الحيات. (1كورنثوس 9:10) فالمعروف أنّ اليهود قديماً جرّبوا الله “إيلوهيم” فأهلكتهم الحيّات وَارْتَحَلُوا مِنْ جَبَلِ هُورٍ فِي طَرِيقِ بَحْرِ سُوفٍ لِيَدُورُوا بِأَرْضِ أَدُومَ، فَضَاقَتْ نَفْسُ الشَّعْبِ فِي الطَّرِيقِ. وَتَكَلَّمَ الشَّعْبُ عَلَى اللهِ وَعَلَى مُوسَى قَائِلِينَ: «لِمَاذَا أَصْعَدْتُمَانَا مِنْ مِصْرَ لِنَمُوتَ فِي الْبَرِّيَّةِ؟ لأَنَّهُ لاَ خُبْزَ وَلاَ مَاءَ، وَقَدْ كَرِهَتْ أَنْفُسُنَا الطَّعَامَ السَّخِيفَ». فَأَرْسَلَ الرَّبُّ عَلَى الشَّعْبِ الْحَيَّاتِ الْمُحْرِقَةَ، فَلَدَغَتِ الشَّعْبَ، فَمَاتَ قَوْمٌ كَثِيرُونَ مِنْ إِسْرَائِيلَ. فَأَتَى الشَّعْبُ إِلَى مُوسَى وَقَالُوا: «قَدْ أَخْطَأْنَا إِذْ تَكَلَّمْنَا عَلَى الرَّبِّ وَعَلَيْكَ، فَصَلِّ إِلَى الرَّبِّ لِيَرْفَعَ عَنَّا الْحَيَّاتِ». فَصَلَّى مُوسَى لأَجْلِ الشَّعْبِ. فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اصْنَعْ لَكَ حَيَّةً مُحْرِقَةً وَضَعْهَا عَلَى رَايَةٍ، فَكُلُّ مَنْ لُدِغَ وَنَظَرَ إِلَيْهَا يَحْيَا». (العدد 4:21-9). والقدّيس مار بولس يقول: إنّ اليهود في العهد القديم كانوا حينها يُجرّبون المسيح! فالقدّيس مار بولس عرف أنّ ايلوهيم هو المسيح الرّبّ!
وأيضاً من المُلاحظ أنّ هذا الملاك يُساعد الشّعب المؤمن ويعضده، وعنده سلطان الصّفح او عدم الصّفح عن الذنوب! وهذا أمر خاص بالله وحده كما نرى في الآيات (21-23)
وقد تعني كلمة “الملاك” النّبيّ موسى كرمز للمسيح او ملاكاً فعليّاً يحمي الشّعب، ولكن الغالب أنّه المسيح. (راجع آيات السابقة من 21-23).
ففي الآية رقم 21 يقول: ” اسمي فيه “أي يهوه يسكن فيه، فالمسيح يسكن فيه كلُّ ملء اللاهوت جسديا فانه فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديا. (كولوسي 9:2). وعقاب من يزدري المسيح سيكون شديداً فكم عقابا أشر تظنون انه يحسب مستحقا من داس ابن الله وحسب دم العهد الذي قدس به دنسا وازدرى بروح النعمة. (عبرانيين 29:10). لذلك قيل عند “لا يُصْفَحُ عن ذنوبكم“. فهو ليس إنساناً عاديّاً يمكننا ان نخالفه.
فالذي عنده سلطان ألاّ يغفر، وله سلطان أن يغفر أيضاً “هو المسيح الرب انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب. (لوقا 11:2).
كما أنّ موسى طلب من الرّبّ ان يسير في وسطهم: فَإِنَّهُ بِمَاذَا يُعْلَمُ أَنِّي وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ أَنَا وَشَعْبُكَ؟ أَلَيْسَ بِمَسِيرِكَ مَعَنَا؟ فَنَمْتَازَ أَنَا وَشَعْبُكَ عَنْ جَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ (خروج 16:33) ووافق الله على طلبه فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «هذَا الأَمْرُ أَيْضًا الَّذِي تَكَلَّمْتَ عَنْهُ أَفْعَلُهُ، لأَنَّكَ وَجَدْتَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيَّ، وَعَرَفْتُكَ بِاسْمِكَ». (خروج 17:33). ونبّه موسى الشّعب لعظمة هذا المُرسَل (المسيح) وطلب منهم أن يسمعوا له يُقِيمُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي. لَهُ تَسْمَعُونَ. (تثنية 15:18).
[1] Against Eunomius, 11:3
[2] جاء في تفسير الكتاب المُقدّس للأبّ انطونيوس فكري أنّ هذا الملاك هو الأقنوم الثّاني من الثّالوث المقدّس فيقول: الملاك بمعنى مرسل هو الأقنوم الثّاني الذي يتنازل ليكون في وسطهم فيصير كملاك لحمايتهم وقيادتهم والدّخول الى الوعود الإلهيّة. وهذه نبوّة عن المسيح.